نماذج من هويات صناعة التغيير
نماذج من هويات صناعة التغيير
كانت الاضطرابات النفسية حتى وقت قريب من المواضيع الحساسة، أما الآن فقد أصبحت من المواضيع التي يمكن الحديث والتعامل معها، لذلك ظهرت عدّة شركات تهدف إلى مساعدة من يعانون من الاضطرابات النفسية وتمكينهم من عيش حياة أفضل عن طريق تقديم بعض الخدمات المرحة والعلمية، النموذج الأول هو تطوير هوية شركة “سوبر بتر”، ففي عام 2009م أصيبت مصممة الألعاب “جين مَكْغُونِيغال” بارتجاج في المخ أدى إلى إصابتها بالاكتئاب، لكنها قاومت ذلك عن طريق تصميم لعبة لنفسها، وجعلت الهدف منها الوصول إلى الصحة النفسية، ونشرت اللعبة عبر الإنترنت، لكنها تعجبت من انضمام كثير من اللاعبين إليها، فاستغلت ذلك وطوَّرت من هوية اللعبة، وجعلت اسمها “سوبر بتر”، كما غيرت الهدف من اللعبة وجعلته إعادة الصحة أفضل مما كانت عليه، فكانت النتيجة أن أكثر من 500 ألف شخص انضموا إليها، وصارت اللعبة مدرِّبًا رقميًّا يعمل على مساعدة اللاعبين على التكيف العقلي، ومواجهة التحديات، وتحقيق الأهداف.
النموذج الثاني تطوير هُوية “مدرسة الحياة” التي أنشأها الفيلسوف ألان دي بوتون في عام 2008م، وتعد امتدادًا لهُويته الشخصية التي تهدف إلى مساعدة الناس على تعلُّم كيفية العيش بحكمة وبطريقة أفضل، كما تُعالج الأسئلة اليومية المحيّرة التي تطرأ على أذهان الناس عن طريق الذكاء العاطفي، وبناءً على ذلك تقدم الدروس والكتب ومقاطع الفيديو التي تعطي الناس أفكارًا جديدة عن تحسين حياتهم، وإدارة العلاقات بشكل أفضل، والتكيف مع الاضطرابات النفسية، فكانت النتيجة أن مدرسة الحياة تملك 10 مراكز حول العالم لخدمات تطوير الذات والعلاج الشخصي.
النموذج الثالث حالة تطوير هوية “بي. آر. سي. كاي”، يخلق عدم الاتصال بالإنترنت فجوة معرفية كبيرة بين من يملكون الاتصال به ومن لا يملكون، لذلك عمل مجموعة من الشباب الكيني على ابتكار هوية لشركة ناشئة، وهي “بي آر سي كاي” لتمكين الناس من الاتصال بالإنترنت في أصعب الظروف، ومن ثمَّ صمموا نقطة اتصال واي فاي متنقلة تسمح بمرور المعلومات والبيانات من خلالها بحرية تامة، وبالفعل حققوا الهدف المراد منها، إذ أصبح الناس وطلاب المدارس في الأماكن النائية والوعرة يتمتعون بالإنترنت بواسطة جهاز واي فاي ذاتي التشغيل، واكتسب القائمون على المشروع شهرة كبيرة جلبت لهم الدعم من آلاف الناس حول العالم، وتمكنوا من الحصول على التمويل اللازم لمنتجهم، وكانت النتيجة أن أصبحت (بي. آر. سي. كاي) مصدر إلهام للقاطنين في إفريقيا، وباعوا أكثر من ٢٦٠٠ وحدة.
الفكرة من كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
يلجأ الأشخاص والشركات إلى التسويق أو الحملات الإعلانية أو التأثير الاجتماعي، من أجل جذب الجمهور إلى الخدمة أو المنتج الذي يقدمونه، لكن في ظل تشابه السلع وقربها في الجودة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى عامل آخر يحقق الميزة التنافسية، وفي هذا الكاتب تستعرض الكاتبة مفهوة الهُوية، وتشرح كيفية بنائها وتطويرها للأشخاص والشركات والمشاكسين من صانعي التغيير.
مؤلف كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
آن ميلتنبيرغ: درست التصميم في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وفي بداية حياتها عملت مصممة لدى عدد من الوكالات العالمية، ثم مخططة استراتيجيات، ثم عملت مديرة إبداعية، ولديها خبرة لأكثر من 12 سنة مطوّرة هُويات في مناطق كثيرة حول العالم، وفي عام 2014م، أسَّست “ذا براندلينغ” من أجل التركيز حصرًا على الأفكار والمنتجات والخدمات المكرَّسة للتغيير المجتمعي والبيئي بواسطة التفكير في بناء الهُوية.