الهوية ميزة تنافسية
الهوية ميزة تنافسية
تُعد الهوية من الأمور الجديدة القديمة في مجال ريادة الأعمال، إذ تشكل إحدى طرائق الإنسان في إظهار شخصيته ومبادئه والتعريف بهما، فنلاحظ أن الفنانين منذ القدم وحتى يومنا هذا يعملون على وضع توقيعاتهم في نهاية لوحاتهم الفنية، لبناء سمعتهم وانتشار سيرتهم بين الناس، وعلى الخطى نفسها نلاحظ العلامات التي يضعها بائعو الذهب والفضة للكشف عن جودة منتجاتهم وبث الثقة في نفوس الناس، وفي عصرنا الحالي يلجأ الأشخاص والشركات إلى التسويق بالكلام، والإقناع العاطفي، والإعلان، لبناء السمعة والكشف عن صلاحية المنتجات وجودتها، وكانت هذه الطريقة حتى وقت قريب فعالةً في بناء الهويات المميزة، أما الآن فقد أصبحت -بمفردها- غير فعالة في بناء الصيت ونشر السمعة، إذ لم يعد في وسع الشركات المنافَسة على أساس جودة المنتجات والخدمات فقط، لأن معظم السلع والخدمات في السوق أصبحت متشابهة، ومن ثمَّ أصبح لزامًا العمل على إيجاد وسيلة أخرى تجعل المنتجات مميزة في المحال وعلى رفوف المتاجر، وهذه الوسيلة تتمثل في بناء الهُوية.
تساهم عملية بناء الهوية في توجيه مشاعر الناس وأفكارهم نحو الشركة، ومن ثمَّ فهي تعد لعبة ذهنية تهدف إلى وضعها في ذهن الجمهور لتحقيق الأفضلية، لذا يجب على الشركة أن تحدد الأمور التي ترغب في أن يعرفها الناس عنها، وألا تترك مسألة الاختيار للصدفة، لأنها إن لم تحدد الطريقة التي ترغب أن يراها الناس بها، فسيحددونها نيابة عنها بالطريقة التي يرونها مناسبة. ويتعرف الناس على هوية الشركة من خلال البيانات والمعلومات التي يجمعونها بوعي أو دون وعي بواسطة أفعالها وسلوكياتها واتصالاتها، وسياسة الموارد البشرية داخلها، وصولًا إلى اختيار موقعها، فالهوية هي ما يقوله الناس عن الشركة، وليس ما تذكره الشركة عن نفسها، ومن ثم في وسعها توجيه الطريقة التي يفكر بها الناس، وتحديد المشاعر التي يكنونها لها، لمساعدتهم على اتخاذ القرارات لصالحها.
ولكي تبني هوية قوية لشركتك، لا بد أن تكون واضحًا وصادقًا في ما تقدمه من خدمات أو منتجات، وتعمل على فلترة كلامك واختياره بعناية تامة بحيث تجعل صورتك شبيهة بالواقع الذي ترغب فيه ليضعك الناس في الحسبان، فالأشخاص دائمًا ما يعودون إلى المعلومات والبيانات التي جمعوها عنك في السابق ليتحققوا مما يعرفونه عنك، وإذا كنت تلبي احتياجاتهم ورغباتهم، وتتناسب مبادئك مع مبادئهم، فسيقع اختيارهم عليك، ومن ثمَّ سوف تتغلب على منافسيك في السوق بسبب ما تملكه من صيت وسمعة طيبة.
الفكرة من كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
يلجأ الأشخاص والشركات إلى التسويق أو الحملات الإعلانية أو التأثير الاجتماعي، من أجل جذب الجمهور إلى الخدمة أو المنتج الذي يقدمونه، لكن في ظل تشابه السلع وقربها في الجودة، أصبحت هناك حاجة ملحة إلى عامل آخر يحقق الميزة التنافسية، وفي هذا الكاتب تستعرض الكاتبة مفهوة الهُوية، وتشرح كيفية بنائها وتطويرها للأشخاص والشركات والمشاكسين من صانعي التغيير.
مؤلف كتاب ابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسينابتكر هوية للتغيير: دليل لرياديي الأعمال الاجتماعيين والمغيرين والمنظمات غير الربحية والمبتكرين المشاكسين
آن ميلتنبيرغ: درست التصميم في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وفي بداية حياتها عملت مصممة لدى عدد من الوكالات العالمية، ثم مخططة استراتيجيات، ثم عملت مديرة إبداعية، ولديها خبرة لأكثر من 12 سنة مطوّرة هُويات في مناطق كثيرة حول العالم، وفي عام 2014م، أسَّست “ذا براندلينغ” من أجل التركيز حصرًا على الأفكار والمنتجات والخدمات المكرَّسة للتغيير المجتمعي والبيئي بواسطة التفكير في بناء الهُوية.