هل يمكن التأثير في مخ الأطفال؟
هل يمكن التأثير في مخ الأطفال؟
حين يخطئ طفلك وتضربه، هل تظن أنَّك بذلك تفعل الصَّواب؟ مع الأسف الضرب يأتي بنتائج عكسية، والأسوأ من ذلك أنه يُؤثر في بنية الدِّماغ، وليس الضرب وحده المتسبب في ذلك بل أغلب طرائق معاقبة الأطفال الصارمة من عزلٍ لفترات طويلة، وتهديدٍ طوال الوقت، ونتيجة لذلك يُصبح المخ مشوشًا عند أداء وظائفه، مما يتسبب في تغيرات مُهمة في المخ تقود إلى موت خلايا المخ ووصلاته العصبية، ويتميز المخ بثلاث سمات عند إدراكك لها ستتمكن من التَّأثير في قراراتك الانضباطية عندما يُسيء طفلك التَّصرُّف، فالسِّمة الأولى للمخ أنه متغير بشكل تلقائي، فمخ الطّفل يختلف عن مخ المراهق أو الشخص البالغ، فالمخ الواعي لدى الطفل والمسؤول عن اتخاذ القرارات، وتنظيم المشاعر، لا ينضج إلا متأخرًا، فمهما كانت طفلتك ذكية ومسؤولة لا يعني ذلك أن تتوقع منها أن تعتني بنفسها دائمًا، ولأن مخ الطّفل دائم التطور والتغير فإن أولياء الأمور بحاجة إلى التخفيف من توقعاتهم بشأن أطفالهم.
بينما السمة الثانية للمخ هو أنه قابل للتغير، فهو لا يتغير مع الوقت فقط، بل هو قابل للتغير كذلك، وذلك بسبب “لدونة المخ العصبية”، وقابليته للتشكل وَفقًا لما يحدث له، فلو تعرض طفلك لإساءة في المعاملة في طفولته، من المحتمل أن يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية في المستقبل، ولذا يجب أن تكون واعيًا بالتجارِب التي يمر بها طفلك فهي سلاح ذو حدين، ولأن من الصعب حماية طفلك من كل المِحَن والتجارِب التي يمر بها، يمكنك مساعدته على فَهم تلك التجارِب
كي لا تؤثر فيه بالمستقبل، أما السمة الثالثة للمخ فهي تعقيده، فالمخ متعدد الأوجه، فعند إساءة طفلك التصرف يجب الانتباه لطريقتك في تصحيح سلوكه، فمخاطبة أحد أجزاء الدماغ قد تجعلك تحصل على النتيجة المرغوبة، في حين أن مخاطبة جزء آخر قد تجعلك تحصل على نتيجة مغايرة تمامًا، وتؤدي سمات المخ الثلاث إلى استنتاج حاسم، وهو أن نهج الانضباط الصحيح يساعد على تقوية الروابط العصبية التي تكوّن رؤية الطفل، وتساعد على تحلّيه بالمسؤولية، والمرونة في اتخاذ القرارات، فالانضباط بلا دراما يساعد على نمو مخ الطفل، وعندما تمنح طفلك الفرصة ليفكر كيف ينبغي له أن يتصرف، بدلًا من إخباره بماذا يفعل، سيصبح صانع قرار أفضل في المستقبل.
الفكرة من كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
هل تُعاني صعوبة عند ضبط سلُوك أطفالك؟ وهل تصرخ على أطفالك بشكل دائم، ثمّ تجد نفسك تتساءل كيف كان من الممكن أن أتصرَّف على نحوٍ أفضل وأتفادى ذلك الصُّراخ؟ وهل تريد أن تصبح والدًا أكثر كفاءة؟ وهل تريد منع سلُوك أطفالك السيئ من دون تدمير عَلاقتك مع الأطفال؟
كلُّ هذا سنعرفه داخل طيّات كتابنا، فهو يقدّم إرشادات للتَّعامل مع طفلك خلال نَوبات غضبه، للتَّقليل من الدِّراما الحادثة وقتها من بكاءٍ وغضبٍ وصراخٍ، فمن خلال معرفتك للرَّابط بين التَّطوُّر العصبي لطفلك وبينك، وأنَّه يتأثر بطريقة تعاملك معه، ستتمكن من تحديد فلسفتك الخاصة في التربية، ومِن ثَمَّ الوُصُول إلى الفَهم وإعادة التَّوجيه نحو الصَّواب، كما ستعرف استراتيجيَّات ووسائل فعَّالة للتَّواصل مع طفلك بطرائق هادئة ومحَّببة، ومِن ثَمَّ ستكون حياتك كأبٍ أو أمٍّ أكثر سهولة، وتربيتك لأطفالك أكثر فاعلية، فتعالَ معي نحقّق ذلك.
مؤلف كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
دانيال جيه سيجل: طبيب علم نفس ومؤلف، تخرج في كلية الطب بجامعة هارفارد، ويعمل حاليًّا أستاذًا لطب علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى كونه مؤسسًا ومشاركًا في مركز الحفاظ على الصحة في “لوس أنجلوس بكاليفورنيا”، وتعدّ كتبه من أكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرزها:
المخ الإيجابي.
طفل المخ الكامل.
عصف الذهن للمراهقين.
كل كبيرة وصغيرة عن تربية الأطفال.
تينا باين برايسون : طبيبة أطفال، وطبيبة نفسية للمراهقين، حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة “كاليفورنيا الغربية” وتتركز أبحاثها على البيولوجيا العصبية الشخصية ونظريات تربية الأبناء، وهي المديرة التنفيذية لمركز الصحة في “باسادينا”، وشاركت الدكتور “دانيال جي سيجيل” في كتب عدة منها: “طفل المخ الكامل”، و”المخ الإيجابي” و”قوة الحضور”.