خصائص الأمومة السليمة
خصائص الأمومة السليمة
توجد عدَّة خصائص متعلقة بالأمومة السليمة تكفل نموًّا صحيًّا للطفل على المستويين النفسي والاجتماعي، ويمكن إجمال هذه الخصائص على النحو التالي، أولًا “علاقة الحب” التي يمكن قياسها من خلال الشعور بالدفء، ومن ثم يترتب على انعدام الدفء انحرافُ سلوك الطفل واكتسابه سلوكيات ضارة، خصوصًا تلك السلوكيات المضادة للمجتمع.
والخاصية الثانية “التعلُّق” وهي خاصية أساسية في علاقة الأم بأطفالها، إذ تشير الدراسات أن 50% من الأطفال في سن عام ونصف يكون تعلقهم الوحيد بالأم، بينما الثلث يكون تعلقهم بالأب، كما وُجد أن جميع الأطفال لديهم روابط وجدانية بعدد من الأشخاص مع اختلاف في درجة تلك الروابط، وهي علاقات تعلُّق ثانوية، ويرجع تعلُّق الطفل بأحد والديه أكثر من الآخر إلى مقدار الاهتمام الذي يقدمه أي منهما إليه، فالأم التي تلاعب طفلها وتمنحه اهتمامًا كبيرًا بجانب دور الرعاية المنوط بها، تنشأ بينها وبين طفلها روابط تعلُّق أقوى من الأم التي يقتصر تفاعلها مع طفلها على الرعاية المعتادة فقط، بينما إذا منح الأبُ الطفلَ قدرًا كبيرًا من الاهتمام، تتراجع الأم إلى المرتبة الثانية وإن كان وجودها معه أكثر من وجود الأب.
والخاصية الثالثة هي “الاستمرارية”، فالانفصال عن الطفل والانقطاع عنه بين حين وآخر له آثار ضارة وسلبية، فعن طريق دراسة أجريت على نحو 5000 طفل، ثبت أن ثلث هؤلاء الأطفال تعرضوا للانفصال عن الأم مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم سن خمس سنوات، فترتبَّ على ذلك وجود روابط تعلُّق ضعيفة بين هؤلاء الأطفال وأمهاتهم، وتشير النتائج إلى أن الانفصال في ظروف تكتنفها السعادة يحمي الأطفال من الآثار السلبية الناتجة عن الانفصال، بينما الانفصال في ظروف سيئة تترتب عليه مجموعة من الآثار الضارة، لذا لا بد للأمهات أخذ الظروف في الحسبان وقت الانفصال المؤقت.
الخاصية الرابعة هي “التفاعل”، فمن المهم أن يكون هناك تفاعل غني بالتنبيهات الحسية، لأن التنبيهات الحسية بأنواعها المختلفة تعد مكونًا أساسيًّا للأمومة، لأنها تعمل على النمو اللغوي والذكائي للطفل، والخاصية الخامسة هي “العلاقة بشخص واحد”، إذا كانت علاقة الطفل بالأم فقط، فإن ذلك يُعرضه لأضرار نفسية في حال انفصلت عنه، لكن في حال الأسرة الممتدة المكونة من عدَّة أجيال ويتعدد فيها من يقومون بدور الأمومة في الحالات الطارئة أو غياب الأم، فإن ذلك يجنب الطفل الآثار السيئة للانفصال، والخاصية السادسة هي “الأمومة في جو أسري”، إن الأمومة المقدمة في جو أسري جيد غير مضطرب تعود على الطفل بأفضل النتائج وأكثرها فاعلية.
الفكرة من كتاب الحرمان من الأم
يتحدث المؤلف في هذا الكتاب عن خصائص الرعاية اللازمة التي يجب أن تقدمها الأم إلى أطفالها من أجل أن ينموا نموًّا صحيًّا طبيعيًّا، كما يُبين على صعيد آخر آثار حرمان الأطفال من الأم على المدى القصير والبعيد، الظاهر منها والخفي، وما يترتب على ذلك من أضرار تصيب نمو الأطفال على جميع المستويات النفسية والاجتماعية والمعرفية والجسمية، ويوضح أن دور الأم في حياة الطفل في ما يتعلق بصحته النفسية لا يقل أهمية عن دور الفيتامينات والبروتينات والمعادن بالنسبة إلى صحته الجسدية.
مؤلف كتاب الحرمان من الأم
مايكل رتر: هو طبيب نفسي، ومن أبرز أساتذة الطب النفسي للأطفال في العالم، تخرج في كلية الطب بجامعة برمنجهام، ويُعد من الباحثين المتخصصين وذوي الخبرة العالية في مجاله، ويوصف بأنه “أب علم نفس الطفل”، أصبح عضوًا بمركز الدراسات العليا المتخصصة للعلوم السلوكية بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا، وعمل استشاريًّا وطبيبًا نفسيًّا في مستشفى مودسلي منذ عام 1966 حتى تقاعده عام 2021، حصل على جائزة جوزيف زوبين عام 2003، وله نحو 400 ورقة بحثية، و40 كاتبًا، من كتبه:
The Qualities Of Mathering.
Developmental Psychiatry.
Genes and Behavior.
Developing Minds.
Antisocial Behavior By Young People.
مقدمة في علم النفس.
الإرشاد النفسي.. منظور إنمائي.
نظريات الشخصية.
علم النفس الاجتماعي.. أنت وأنا والآخرون.
ترجماتها:
أسس التعليم في الطفولة المبكرة.
الحرمان من الأم.