أخلاق النبيّ في الحياة
أخلاق النبيّ في الحياة
لقد كان رسولنا ﷺ كريم الأخلاق، ممتنًّا للنّعم أصغرها وأكبرها ويُقدّر أبسط أمور الحياة، كما أنه قد نهانا عن كلّ ما يتسبب في أذيّة غيرنا كالغيبة، فعن عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: “قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا -قَالَ: غَيْرُ مُسدَّدٍ، تَعْنِي قَصِيرَةً- قَالَ ﷺ: لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ”، أرأيتم؟ إذًا ماذا يسمَّى ما نحن فيه الآن؟ وماذا تسمّى مجالسنا التي لا تكاد تخلو من غيبة ونميمة، يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “إِيَّاكُمْ وَذِكْرَ النَّاسِ فَإِنَّهُ دَاءٌ، وَعَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ”.
كما نهانا رسول الله ﷺ عن الغش، قال رسول الله ﷺ: “مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّّا”، ونحن في ديننا مطالبون بالأمانة، فهي من أعظم صفات رسولنا ﷺ، لأنه الصادق الأمين.
ومن ضمن الأخلاق الرفيعة التي كان يتعامل بِها رسولنا الكريم، صفة الإيثار، ومعنى الإيثار هو أن يُقدِّم الإنسان غيره على نفسه في النّفع! وبهذا قد نعده أعلى مراتب الحبّ بين المسلمين.
وقد كان رسولنا الكريم أيضًا يمر بكثير من لحظات الكرب، ولكنه أمرنا أن ننتظر الفرج وأن نكابد ونتحمل ونصبر على الشكوى والتذمّر، بينما نحن الآن نغضب بسبب ومن دون سبب ونتذمر على كل صغيرة وكبيرة، والناس في الشارع يتشاجرون عند كلّ موقف، وفي المنازل تعلو الأصوات وبين الأصدقاء تقوم المشاحنات، على الرغم مِن أن رسولنا ﷺ أوصانا وقال: “لَا تَغْضَبْ”.
لماذا لا يحترم بعضنا بعضًا في تعاملاتنا اليوميّة إذًا؟ لماذا لا نبتسم في الأوجه، ولماذا لا نقول “جزاك الله خيرًا”؟ لماذا انعدم أسلوب الشكر والتقدير؟ قال رسول الله ﷺ: “مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللهُ خَيْرًَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ”، وهي جملة لا تكلف مالًا أو جهدًا، ومع ذلك فإنك تأخذ عليها الأجر، ناهيك بأن لها أثرًا عظيمًا في أنفس الآخرين!
وهذا ينطبق أيضًا على إفشاء السلام، الذي قد يجعلك تنفذ إلى قلب الآخر بكل بساطة، قال ﷺ: “أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ”.
الفكرة من كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
جميعنا نحبّ رسولنا محمدًا ﷺ، ولكن.. هل نقتدي به حقّ الاقتداء؟ وهل نمشي على خطاه بالشكل الصحيح؟
إنّ هذا الكتاب يجعلنا نتفكّر بصدق، هل لو كان رسولنا الحبيب ﷺ بيننا سيكون راضيًا عمّا نفعله؟
في الحقيقة يلزَمُنا أن نتأمل بدقّة في سيرة رسولنا الكريم ﷺ، حتى نجعل من تصرفاته منهاجًا لنا ونتبع سنّته في جميع أمور حياتنا.
مؤلف كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
أحمد الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كسلسلة “خواطر” التي كانت تُعرض على التلفاز، وكان له بعد ذلك برامج أيضًا لدعم مواهب الشباب، ولديه عدد مِن المؤلفات منها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
رحلة مع حمزة يوسف.