تعامل النبي مع الخدم والشباب
تعامل النبي مع الخدم والشباب
من المفترض أن يكون الخادم معينًا لك على أمور المنزل وليس بديلًا منك، فكم من أطفال حُرِموا حنان الأمهات والآباء بسبب الاعتماد على الخَدم! ولو كان رسولنا ﷺ بيننا الآن ورأى هذا الاعتماد الشديد على الخَدم لما سرّه هذا الوضع أبدًا، فالأولاد أمانة ومسؤولية لدينا، والأمّ والأب من المُفترض أن يقوما هما على خدمة الطفل.
ناهيك بأن بعض الناس يعاملون الخدم بالإهانة ويعتدون عليهم ولا يعطونهم أجورهم، أمّا رسولنا ﷺ فقد كان من أحسن الناس خُلقًا حتى مع من يخدمه، يقول أنس (رضي الله عنه): “خَدَمْتُ الرَّسُولَ تِسْعَ سِنِينَ مَا عَلِمْتُ قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُ لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ ولا لِشَيْءٍ تَرَكْتُ: هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا”.
أمّا تعامله ﷺ مع الشباب فيحتاج إلى وقفة أيضًا، لا سيما في هذا العصر الذي انتشرت فيه إهانة الأولاد والبنات وتفشّى سوء الأدب الناتج مِن الآباء الذين من المفترض أن يكونوا هم القدوة!
إنّ بعض الآباء قلوبهم كالحجر يشتمون ويضربون بسبب ومن دون سبب، ولو كان رسولنا ﷺ بيننا لما ارتضى هذا الأسلوب المهين.
إنّ رسولنا ﷺ كان متفهمًا حنونًا، وقد جاء في الحديث أن قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثُمَّ قَالَ: “مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ”، وهذا الكلام ليس فقط للآباء والأمّهات، بل للمعلمين والمعلمات الذين ينهالون بالسباب والشتائم على طلّابهم، وما عرفنا في ذلك أسلوب ترغيب، ولكنه أسلوب ترهيب ووحشيّة، فقد كان رسولنا الكريم ﷺ يرشد الشباب بالحنو والأدب وإن رأى منهم الخطأ، أي إن الصحابة (رضوان الله عليهم) لم يكونوا ملائكة، بل هم بشر يخطئون ويضعفون أمام الشهوات، ولكن نبينا الكريم علّمهم التوبة والاستغفار وجذبهم إلى الطريق الصحيح بالرفق واللين، فقد كانوا محظوظين لأنهم وجدوا من يحتضنهم، فهل نجد نحن من يحتضن أبناءنا وشبابنا في هذا الزمان؟
الفكرة من كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
جميعنا نحبّ رسولنا محمدًا ﷺ، ولكن.. هل نقتدي به حقّ الاقتداء؟ وهل نمشي على خطاه بالشكل الصحيح؟
إنّ هذا الكتاب يجعلنا نتفكّر بصدق، هل لو كان رسولنا الحبيب ﷺ بيننا سيكون راضيًا عمّا نفعله؟
في الحقيقة يلزَمُنا أن نتأمل بدقّة في سيرة رسولنا الكريم ﷺ، حتى نجعل من تصرفاته منهاجًا لنا ونتبع سنّته في جميع أمور حياتنا.
مؤلف كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
أحمد الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كسلسلة “خواطر” التي كانت تُعرض على التلفاز، وكان له بعد ذلك برامج أيضًا لدعم مواهب الشباب، ولديه عدد مِن المؤلفات منها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
رحلة مع حمزة يوسف.