كيف أفهم ابني؟
كيف أفهم ابني؟
حتى يصل الوالد إلى الوعي بابنه، لا بد له أن يعي السمات التي يمر بها خلال المرحلة التي يعيشها والمراحل التي سيُقبل عليها، وأن يفهم ويهتم بدوره النفسي تجاه ابنه في بناء إدراكه وتفهّم نفسيته أكثر، وأن يراجع الأخطاء التي وقع بها أو ما زال يقع بها رغمًا عنه في عملية التربية، وأن يسعى إلى فهم مشاعر الابن وتقبلها حتى يستطيع إدارة العلاقة بينهما بشكلٍ صحيح.
وتختلف السمات المميزة لكل مرحلة من مراحل العمر، فمثلًا في المرحلة الأولى (الرضاعة) وهي منذ الولادة حتى سن السنتين، يكون المطلوب من المربي الهدوء قدر الإمكان وعدم الانفعال أو العصبية، لأن ذلك يؤثر فيه ويشعر به على خلاف ما يظن هو.
وتليها مرحلة ما بعد السنتين إلى السبع سنوات، التي تمثل للطفل مرحلة بناء الحقائق، وهي من أهم المراحل التي تمر بالطفل، فيتسم الطفل فيها بكثرة حركته، وخياله الواسع، وتقليد ما حوله، ومحاولة اكتشاف ما هو غامض بالنسبة إليه.
وتأتي بعد ذلك مرحلة الطفولة المتوسطة، ويبدأ فيها الطفل بتأثره بالآخرين، وتتطور لديه القدرة على التحليل والاستنتاج، ويبدأ أيضًا ظهور المواهب، وحاجته إلى الإنجاز والرضا عن نفسه وعما يقوم به.
ونختم بمرحلة البلوغ وما يليه، في هذه المرحلة تحديدًا تبدأ الآثار النفسية السيئة التي زُرعت في الشخص نتيجةً لسوء التربية في المراحل التي سبقتها، هذه الآثار التي تكون على هيئة اضطرابات، كالوسوسة أو الاندماج أكثر مع الخيال والأوهام دون الواقع، وجلد الذات على كل كبيرة وصغيرة، وغيرها
وكل مرحلة من تلك المراحل، تترتب على عدم فهمها وتفهمها مخاطر كبيرة تؤثر بالطبع في أفكار الطفل ومشاعره ومن ثم سلوكياته، لذلك وجب على الآباء أن ينتبهوا لها ويحاولوا الإصلاح من أخطائهم في حق أبنائهم ما استطاعوا.
الفكرة من كتاب الذكاء العاطفي في التربية
للذكاء أنواعٌ مختلفةٌ ومتعددة، والذكاء العاطفي أحد هذه الأنواع وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد، فهو يسهم بشكلٍ كبيرٍ في نجاحه وتقدمه من خلال الوعي الذي يكسِبه إياه، وحُسن إدارة الفرد لنفسه وللعلاقات التي في حياته.
وقد خصّت الكاتبة بالذكر هنا حديثها عن الذكاء العاطفي المرتبط بالتربية والأطفال بوجه خاص، على أمل أن تساعد الآباء والأمهات في القيام بدورهم التربوي بشكلٍ أفضل
مؤلف كتاب الذكاء العاطفي في التربية
إيناس فوزي: خبيرة تربوية واختصاصية تعديل سلوك، أسست لنفسها مدرسة خاصة بها في علم تربية الطفل، إذ تبدأ فيها بمعالجة رأس الأمر وهو “المربي” قبل أن تبدأ بمعالجة الطفل نفسه، فهي ترى أن المربي إذا أجاد فهم نفسه أولًا، سهلت عليه عملية التربية، ويبدو رأيها هذا جليًّا واضحًا في مؤلفاتها، التي منها:
ابني مُشتَّت الانتباه.
الـذكـاء التربـوي.
التربية الجنسية.