كيف نتواصل مع أبنائنا؟
كيف نتواصل مع أبنائنا؟
ما الشيء الذي يمتلك التأثير الأكبر في علاقتنا بأبنائنا؟ بلا شك إنها الكلمات وطرائق الحديث المتبادلة، فهي تمثل حجر الزاوية في تربية الأبناء وتكوين شخصياتهم، ولعلك تردد الآن في نفسك “ما دام للكلمات وأساليب التواصل كل هذه الأهمية، فكيف نجعلها فعالة وبناءة؟”، وإجابة سؤالك تكمن في ثلاثة محاور أساسية: الاحترام، والتعاطف، والتفهم.
أما الاحترام والتعاطف فهما البوصلة التي تتعرف من خلالها على مدى فاعلية التواصل مع أبنائك، وأما التفهم فهو أكثر ما يجب الحرص عليه في التعامل مع الأبناء، لأنه يشعرهم بالألفة ويعمق من محبتهم لنا. وكذلك يُعد التفهم أقصر طريق للتعامل مع مشكلات الأبناء وخيبات أملهم وإحباطهم، ومهما بدا الموقف بسيطًا، يجب أن نتفهم مشاعر الأطفال ونأخذها على محمل الجد، ويأتي التفهم بإعادة وصف مشاعر الأطفال، فإذا رأيت ابنتك حزينة فلا تسألها “لماذا أنتِ حزينة؟”، بل اجعل كلامك لها على نحو: “أرى أمامي بنتًا جميلة حزينة”، أو “يبدو أن هناك شيئًا ما قد ضايقكِ”، أو “أود مشاركتكِ ضيقكِ وحزنكِ إن سمحتِ”. وإذا عاد ابنك من المدرسة وهو غاضب فلا تقل له “بالتأكيد فعلت مصيبة جديدة” أو “أريد أن أعيش لليوم الذي أراك فيه تمضي يومك الدراسي بهدوء” أو تقابله بسيل من الأسئلة والاستفسارات عما حدث، لأن مثل هذه الردود تزيد من غضب الابن ونفوره، وكل ما عليك فعله في هذه اللحظة أن تستقبله بكل تعاطف وتفهّم، وأن تستجيب لمشاعره بدلًا من التحقيق في الأحداث أو تأكيد الحقائق.
وعندما يأتي ابنكِ ليخبركِ بأنه يكره الرياضيات ويشعر بالغباء لأنه لا يفهم فيها شيئًا، لا تقابلي ذلك بالتأكيد على ذكائه وعلى سهولة الرياضيات وأنها من السهل أن تصبح مادته المفضلة بقليل من المذاكرة، من الأفضل أن تظهري التفهم للأسباب التي جعلته يشعر بذلك وألا تقفي بوجه تصوراته عن نفسه وتحاولي نفيها واستبعادها بقوة.
المهم أن يتضمن تواصلنا مع أبنائنا قدرًا كبيرًا من احترام مشاعرهم ومساعدتهم على فهمها والتعبير عنها بكل صدق وإن كانت متناقضة.
الفكرة من كتاب التربية المثالية للأبناء
ماذا نقول لضيف نسي مظلته عندنا؟ تفضل مظلتك، ويمر الأمر ببساطة، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو كان طفلنا من نسيها؟ ينهمر عليه سيل من الجمل مثل: “دائمًا ما تنسى أشياءك قبل خروجك”، أو “لماذا لا تكون كأخيك الصغير”، أو “أراهن أنك كنت ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا فوق كتفيك!”، إلى آخره من عبارات النقد والسخرية وحتى الإهانة.
فيا تُرى ما الذي نفتقر إليه في تعاملنا مع أولادنا؟ وهل يمكننا أن نحظى بتواصل أكثر فاعلية معهم؟ وكيف نتجاوز هذا الفارق بين استجابتنا للضيف والطفل؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معًا في الأسطر القادمة.
مؤلف كتاب التربية المثالية للأبناء
هايم جينو: هو عالم نفس متخصص في معالجة مشكلات الأطفال وتطوير أساليب التربية، وقد أنشأ مجموعات إرشادية وتثقيفية للآباء ليساعدهم على أن يكونوا أكثر فهمًا وتعاطفًا واحترامًا لأولادهم، كما تهدف كتبه إلى تحقيق تواصل فعال بين الآباء والأبناء.
من مؤلفاته:
– المعالجة النفسية الجماعية للأولاد.
– الأولاد والمراهقون.
– المعلم والطفل.