الأسرة قد تكون أول المعكننين
الأسرة قد تكون أول المعكننين
يمكن أن يكون أول من يعكننوننا في الحياة هم والدينا، فمن الطبيعي أن نجدهم يمنعون عنا كثيرًا من الأشياء التي نرغب فيها، لأن كثيرًا منها قد لا يكون كما نتمنى، ولكننا لا ندرك قيمة فعلهم في وقتها فنشعر بالضيق والعكننة،وما يزيد الأمر سوءًا هو أن كثيرًا من الآباء لا يعبرون عن رفضهم هذا بشيء من التفهم والنقاش البناء، بل تقودهم العصبية في التعامل ويغيب عنهم أنهم بذلك يُخرجون أبناءً غير أسوياء نفسيًّا إلى المجتمع.
وقد تستخدم بعض الأمهات أسلوب التطفل والتدقيق في التفاصيل؛ ظنًّا منهن أن بهذه الطريقة سيحمين أولادهن من الوقوع في الخطأ، ولكن هذا يعد أسلوبًا غير صحي في بعض الأحيان، بل قد يأتي بنتيجة عكسية، لأن الممنوع مرغوب، وبعض المواقف لا بد للإنسان أن يخطئ فيها ليتعلم من خطئه.
فإذا كنت فردًا من أسرة لا تدور فيها النقاشات ولا تجد من يفهمك فيها، أو كانت أسرتك تدقق في تفاصيل حياتك بطريقة تضايقك، فعليك بتعلم بعض النقاط؛ أولًا: من المهم أن تدرك أن والديك اللذين يعيشان معك بالفعل خائفان عليك، ولكنهما لا يعرفان الطريقة الصحيحة للتعبير عن ذلك، فعليك بالنظر إلى نياتهما ومشاعرهما من وراء التصرفات حتى لا تكرههما. ثانيًا: صارحهما بحقيقة مشاعرك تجاه أسلوبهما في التعامل معك، وأنك تتضرر كثيرًا من ذلك. ثالثًا: داوم على الحديث معهما عن حياتك، وطمئنهما أن ليس هناك ما يدعو إلى الشك أو الخوف. رابعًا: امدحهما كثيرًا وكن طيب اللسان، فمن شأن الكلام الطيب أن يخفف من الاحتكاكات التي لا تجلب سوى المشكلات.
الفكرة من كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
نصادف يوميًّا من يتسببون في ضيقنا وعكننة مزاجنا، وكثير منا يلقون اللوم على المجتمع والناس وسلوكياتهم المرفوضة، متناسين أننا جزء من هذا المجتمع، وقد تبدو الحقيقة التالية صادمة لك قليلًا، ولكن عليك أن تدرك أنك أول شخص يعكنن نفسه، لأنك تسير الآن بطريقة خاطئة في التعامل مع نفسك ومحيطك، لذلك سنناقش هنا بعض الصفات الرئيسة التي تجعل البشر “معكننين” أنفسَهم، وكيف يمكن معالجتها، لنتمكن بعدها من التعرف على الشخصيات التي تعكنِنُنَا خارج نطاق أنفسنا، ونتعلم كيفية التعامل معهم، وكيف لا نصبح مثلهم.
مؤلف كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
معاذ الزمر: اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي، وكاتب في العلوم النفسية، وصاحب مركز “استعيد سعادتك” للاستشارات النفسية والاجتماعية، وهو مُقدِّم برنامج “مقتطفات حياة”، وبرنامج “النفسية محتاجة إيه؟” على صفحته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب.