خذها ببساطة تسعد
خذها ببساطة تسعد
هناك أسلوب يتبعه كثير من الناس يكون سببًا في عكننة مزاجهم ووقوعهم في كثير من المشكلات، وهو المماطلة في إنجاز الأعمال حتى اللحظات الأخيرة، معتقدين أن أسلوب الضغط الذي يمارسونه على أعصابهم سيجعلهم قادرين على إنجاز المهام في وقت ضيق، كطالب الجامعة الذي يؤجل مذاكرته اعتقادًا منه أنه سيتمكن من دراسة المنهج كاملًا قبل الامتحان بأيام، وعلى عكس النتائج المتوقعة، ستفقده هذه العادة مهارة التفكير المنطقي مع الوقت، وستلازمه طوال حياته، لأنه تبرمج على ضغط نفسه وتعقيد تفكيره.
سيحتاج الإنسان المصاب بهذه المشكلة إلى أن يراجع أسلوب حياته، حتى يتمكن من وضع يديه على المشكلة ويبدأ في حلها، ولا بأس من اللجوء إلى من هم أكبر سنًّا وأكثر خبرة في الحياة ليساعدونا على تقويم سلوكياتنا الخاطئة، أو اللجوء إلى مختص لتلقي الدعم والمساعدة اللازمة.
لا تتكبر على النصيحة ولا تقع في فخ “ادعاء المعرفة”، فمهما كبر الإنسان سيظل يجهل كثيرًا من علوم الدنيا القليلة،ومن ناحية أخرى فهجومك ورفضك لأي فكرة تتعارض مع توجهاتك الخاصة سيُنفّر منك الناس ويدمر علاقاتك بالآخرين وسيكون سببًا في عكننة مزاجك.
وبدلًا من كل تلك الخسائر يمكنك أن تحصد نجاحات كثيرة، وهذا سيتحقق بداية من الاعتراف بأنك على خطأ، وإظهار رغبتك المستمرة في تعلم أشياء جديدة، والإنصات الجيد عند محاورتك مع شخص آخر، حتى إذا كنت مختلفًا معه في آرائه فلا تأخذ الاختلاف بعدوانية، كن مرنًا بسيطًا في التعامل، وإن كنت تستصعب الأمر في بدايته فستتغير مع الوقت.
الفكرة من كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
نصادف يوميًّا من يتسببون في ضيقنا وعكننة مزاجنا، وكثير منا يلقون اللوم على المجتمع والناس وسلوكياتهم المرفوضة، متناسين أننا جزء من هذا المجتمع، وقد تبدو الحقيقة التالية صادمة لك قليلًا، ولكن عليك أن تدرك أنك أول شخص يعكنن نفسه، لأنك تسير الآن بطريقة خاطئة في التعامل مع نفسك ومحيطك، لذلك سنناقش هنا بعض الصفات الرئيسة التي تجعل البشر “معكننين” أنفسَهم، وكيف يمكن معالجتها، لنتمكن بعدها من التعرف على الشخصيات التي تعكنِنُنَا خارج نطاق أنفسنا، ونتعلم كيفية التعامل معهم، وكيف لا نصبح مثلهم.
مؤلف كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
معاذ الزمر: اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي، وكاتب في العلوم النفسية، وصاحب مركز “استعيد سعادتك” للاستشارات النفسية والاجتماعية، وهو مُقدِّم برنامج “مقتطفات حياة”، وبرنامج “النفسية محتاجة إيه؟” على صفحته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب.