ضعف ثقتك بنفسك سبب عكننتك
ضعف ثقتك بنفسك سبب عكننتك
تعتبر الثقة بالنفس جزءًا مهمًّا من وجود علاقة صحية مع الذات، لدرجة أن غيابها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقلق والاكتئاب، فعندما يكون بداخلك صراع مع ثقتك بنفسك، تُصبح إنجازاتك غير مرضية لك، وقد يكون هذا الشيء سببه التأثر بآراء الناس فيك، إذ أصبح عدم قدرتك على تقديم ما هو متوقع منك أرضًا خصبة للشك في ذاتك.
وعليه لا بد أن تفهم أننا نعيش في عالم به كثير من البشر المختلفين عنا في الظروف والتجارب والخبرات الحياتية، فلا يجوز أن تستسلم لمن يحاول تغيير قيمتك من خلال رؤيته الخاصة للحياة، وفي المقابل اسعَ إلى التطوير من نفسك، واعلم جيدًا أن لا أحد يستطيع إضعافك أو هز ثقتك بنفسك ما دمت لم تسمح له بذلك.
والضعف المقصود هنا هو عدم القدرة على حماية النفس من أذى الغير، وخوف قول كلمة “لا”، فكم من مرة فعلت أشياء كنت مرغمًا عليها بسبب قلقك من قول تلك الكلمة! وكم من مرة استغلك الآخرون وأنت تعلم ذلك جيدًا ولم تكن راضيًا عن نفسك! لذا لا تحمِّل الآخرين نتيجة ضعفك وعكننتك، لأنك من سمحت بذلك من البداية.
ويختلف مفهوم “اهتزاز الثقة بالنفس” عن مفهوم “التأثر سلبيًّا بالناس”، فالأول كما ناقشناه يحدث بسبب تأثرنا بآراء الناس فينا، أما الثاني فيحدث عندما تتغير ملامح شخصيتنا للأسوأ تأثرًا بمن حولنا ونحن في كامل وعينا، لذلك من المهم أن يكون قرارنا باتخاذ فلان صديقًا قرارًا مدروسًا بعناية، وانتقاء الأصدقاء الإيجابيين الذين يشبهوننا في مبادئنا وقيمنا، ويضيفون إلى حياتنا قيمة كبيرة.د
الفكرة من كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
نصادف يوميًّا من يتسببون في ضيقنا وعكننة مزاجنا، وكثير منا يلقون اللوم على المجتمع والناس وسلوكياتهم المرفوضة، متناسين أننا جزء من هذا المجتمع، وقد تبدو الحقيقة التالية صادمة لك قليلًا، ولكن عليك أن تدرك أنك أول شخص يعكنن نفسه، لأنك تسير الآن بطريقة خاطئة في التعامل مع نفسك ومحيطك، لذلك سنناقش هنا بعض الصفات الرئيسة التي تجعل البشر “معكننين” أنفسَهم، وكيف يمكن معالجتها، لنتمكن بعدها من التعرف على الشخصيات التي تعكنِنُنَا خارج نطاق أنفسنا، ونتعلم كيفية التعامل معهم، وكيف لا نصبح مثلهم.
مؤلف كتاب المعكننون: من هم؟ وكيف تعاملهم؟ وكيف لا تصبح مثلهم؟
معاذ الزمر: اختصاصي الصحة النفسية والعلاج السلوكي، وكاتب في العلوم النفسية، وصاحب مركز “استعيد سعادتك” للاستشارات النفسية والاجتماعية، وهو مُقدِّم برنامج “مقتطفات حياة”، وبرنامج “النفسية محتاجة إيه؟” على صفحته الرسمية على فيسبوك ويوتيوب.