شَعبٌ مُتَوَاضِع
شَعبٌ مُتَوَاضِع
التواضُع خلق جليل من أخلاق الإسلام، وقد نصّت عليه العديد من آيات القُرآن، ولكن تُرى كم شخصًا مسلمًا يطبقه اليوم؟ أو على الأقل كم مُسلمًا يجاهد نفسه في محاولة التحلي به؟ غالبًا سنجد أنهم نسبة ضئيلة جدًّا، بينما على النقيض نجد اليابانيين شديدي التواضع على الرغم من أنهم ليسوا مسلمين، وعلى الرغم من امتلاكهم كل المقومات التي تشجعهم على التكبر وتنمية نزعة الأنا في أنفسهم، بسبب التقدّم الهائل الذي وصلوا إليه، وباتوا يصدرونه اليوم لشعوب العالَم أجمع. ونحنُ لا نقصد التعميم، فبالطبع يوجد في العرب المسلمين أناس متواضعون، ولكنهم أقلية، ويوجد في الشعب الياباني متكبرون، ولكنهم هناك هم الأقلية والقاعدة الخارجة عن المألوف.
ومن أكثر العلامات المُلاحظة في هذا الشعب والدالة على تواضعه، أن الياباني بعد أن يودع الزائر ويوصله إلى الباب يستمر في إحناء رأسه تقديرًا لمن أمامه، ويظل واقفًا أمام الباب حتى يذهب الزائر بعيدًا عن أنظاره تمامًا. وعندما يقدم شخص شيئًا بيديه فإنه يحرص على أن يقدمه وهو ممسك به بكلتا يديه، وعلى المُتسلِّم أن ينحني قليلًا من باب الاحترام.
وهُناك تجد مدير العمل جالسًا مع الموظفين يتناول معهم الطعام، ويأكلون جميعًا الأصناف نفسها والطعام نفسه، وهذا ليس مقتصرًا على فئة المديرين فقط، بل نجد هذا الخلق في الشعب كله على اختلاف وظائفهم، بل وحتى تجد هذا الخلق في وزرائهم أنفسهم، وهذا يُذكرنا برسول الله ﷺ إذ كان شديد التواضع، رغم أنه كان قائد الأمة، وكان يجالس الجميع ويأكل معهم، ولا يختص نفسه بشكل معين في طبيعة العيش المادية من غيره.
الفكرة من كتاب خواطر شاب 3 من اليابان
هل جربت أن تسافر يومًا إلى مكان بعيد وأنت جالِس على مقعدٍ في إحدى غرف بيتك دون أن تتحرك؟ إن لَم تُجرب هذه المُتعة من قبل فدعني أخبرك أن هذا تمامًا ما سيفعله بِك هذا الكِتاب، إذ يأخذك الكاتِب معهُ في رحلةٍ إلى كوكب اليابان الشقيق، حيث نجد العديد من الأخلاق النبوية مُتجسدة في شعبها، يطبقونها حق التطبيق وإن لم يكونوا مُسلمين! فكُل من الأمانة، والنظافة، والتواضع، وحُب الخير للغير من الأمور التي نصت عليها الشريعة، وها نحن نتفاجأ بتطبيقهم جميعًا لها في حين يتكاسل معظمنا عنها، ونحن أحق وأولى بها.
مؤلف كتاب خواطر شاب 3 من اليابان
أحمد الشقيري: إعلامي سعودي الجنسية، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة النُّظُم من إحدى الجامعات في مدينة (لونج بيتش – Long Beach) بولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة الأمريكية. بدأ مسيرته بتقديم البرامج الفكرية التليفزيونية التي تحث الشباب على النُّضج عام (2002م)، وذاع صيته في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بعد تقديمه سلسلة برنامِج خواطر تحديدًا.
له عِدّة مؤلفات أخرى، ومنها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
خواطر شاب.
خواطر شاب 2.
لو كان بيننا.