خصائص المنظومة الأسرية الناجحة
خصائص المنظومة الأسرية الناجحة
كأي منظومة لها مجموعة خصائص تميزها عن غيرها، فإن المنظومة الأسرية منظومة فريدة لها مجموعة خصائص تميزها ولا توجد في المنظومات الاجتماعية الأخرى، كما أن بداخلها روابط وقواعد لا توجد في المنظومات الأخرى أو على الأقل لا توجد بنفس الكيفية والقوة، وإحدى الصفات المميزة للمنظومة الأسرية هي الارتباط العاطفي والولاء والاستمرارية، ومن أكثر الصفات التي تميزها أيضًا، أنه على الاختلافات الفردية التي بين أعضائها واختلاف طرق تفكير كلٍّ منهم، إلا أنهم جميعًا يخضعون لمجموعة ملزمة من الافتراضات والقواعد حول الأسرة وعلاقتها بالمحيط أو المجتمع الخارجي، كما أن الجميع له وظيفة مهمة في استمرار الأسرة والروابط بينها مهما توالت الأجيال وتعاقبت.
وتحكم الأسرة مجموعة من القواعد التي تنظِّم العلاقات والتفاعل بين أفرادها، كما تنظِّم علاقات أفرادها بالمجتمع المحيط، ومن أهم ما يميز الأسرة الناجحة أن تتبنَّى مجموعة من القواعد الفاعلة، أما الأسرة التي تتبنَّى قواعد غير فاعلة فعلى الأرجح تكون مفككة وغير ناجحة، كما أن من أهم عوامل نجاح المنظومة الأسرية قدرتها على تحقيق التوازن فيما بينها، فإذا أصاب عرض ما أحد أفراد الأسرة فإنه سيؤدي إلى خلل في النظام الأسري بالكامل، لذلك فإن الأسرة القادرة على التعافي من هذا العرض ومساعدة الفرد الذي حدث الخلل من ناحيته، تكون أسرة متوازنة وأكثر نجاحًا.
وتنقسم الأسر في العالم العربي حاليًّا إلى أنواع مشهورة، وهي: أسر تحالف رأس المال والسياسة، وهي الأسر التي تملك المال والسلطة السياسية وتتوارثهما عبر الأجيال، وأسر النخب المهنية، تلك التي حقَّقت الارتقاء العلمي والمهني من خلال الجهد والتحصيل وتتميَّز بالتماسك والنضج النفسي، والأسر الشعبية الكادحة، وهي الشريحة الأوسع في العالم العربي، وتتميَّز بدرجة جيدة من التماسك وتساند الزوجين والنضال المشترك من أجل الحفاظ على الأسرة وتربية الأبناء، والأسر المهمَّشة والمتصدِّعة، وتكون في المناطق الهامشية والعشوائيات، حيث يكونون مفكَّكين ومعرَّضين لأخطار وتهديدات كثيرة.
الفكرة من كتاب الأسرة وصحتها النفسية
كل بناء كبير يتكوَّن من وحدات صغيرة تجتمع بعضها مع بعض لتكوِّن البناء، وأي خلل أو نقص في مكون من مكونات البناء يعرِّضه بالكامل لخطر الانهيار، هذه القاعدة تجري مجراها على كل شيء في حياتنا، لا سيما المجتمعات، والمجتمع يتكوَّن من وحدات صغيرة تسمى الأسر، إذ إن لكل أسرة دورًا فعالًا في بناء مجتمعها، فهي تتأثَّر به وتؤثر فيه بصفة متبادلة في آن واحد، لذا فمن الأهمية بمكان أن ندرس تلك الأسر ومقوماتها وصحتها النفسية وكيف نحافظ عليها لكي نحافظ على المجتمع متماسكًا.
مؤلف كتاب الأسرة وصحتها النفسية
للمختصين بعلم النفس الأسري.
للمقبلين على الزواج وتكوين أسرة.
للحكومات التي تريد الحفاظ على سلامة مجتمعاتها.