وسطية الرسول (ﷺ)
وسطية الرسول (ﷺ)
كان رسول الله (ﷺ) وسطًا في مشاعره في الفرح والحزن، فكان (ﷺ) رقيق القلب، لا يحب الغلظة أو القسوة، وكان سيد الخاشعين لله رب العالمين، سريع البكاء، يبكي عند تلاوة القرآن وسماعه، فعندما سمع ابن مسعود وهو يقرأ القرآن وجاء عند آية ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ أخذت عيناه تذرفان، وأخبر الرسول (ﷺ) بفضل البكاء من خشية الله وأنه يجعل فاعله من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة، فنجد أن البكاء دليل على رقة القلب خصوصًا إذا كان خوفًا من الله وخشية له، وإذا كان ندمًا على معصيته أو فوات طاعة.
وإلى جانب ذلك كان الرسول (ﷺ) بشوشًا، فكان إذا دخل في أهل بيته يضاحكهم ويمازحهم، كانت تعلو فمه ابتسامة تأسر قلب من يراه فيطمئن له، ويمازح أصحابه فيجدد همتهم وعزيمتهم، ولكنه لم يكن يستغرق في الضحك فقد قال (ﷺ): “إياك والضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب”.
فنرى أنه كان يعطي لكل مقام حقه، ففي وقت الفرح والسرور نجده باسمًا فرحًا، وفي وقت الخشية والخشوع نجده يبكي من خشية الله.
لذلك كان الرسول (ﷺ) محبوبًا بين الناس، فنرى الصحابة يحبون الرسول أكثر من أنفسهم وأولادهم وأهليهم، قد استولى حبه على قلوبهم، فقد كانوا يعرضون أنفسهم للموت من أجله.
الفكرة من كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
محمد رسول الله (ﷺ) الرحمة المهداة للعالمين، سيد الخلق، أسوة الناس وإمامهم في كل شيء، إننا لا نتحدث عن زعيم سياسي يقدم لأتباعه أفكاره، ولا نتحدث عن ملك من الملوك له جنود أو له ثروات من الذهب والفضة، ولا نتحدث عن خلق عادي من خلق الله، ولكننا نتحدث عن نبي الله (ﷺ) خاتم النبيين، الذي أنزل الله تعالى عليه الوحي، وشرح صدره، ورفع ذكره بين الناس وفي الملأ الأعلى، وقد أكمل الله تعالى المحاسن لرسوله (ﷺ)، واختصه بالعناية حتى صار أسوة للناس ومكرمًا بينهم، وأذهب من صدره كل غل وحقد وحسد.
سيأخذنا هذا الكتاب في رحلة نتحدث فيها عن نشأة الرسول(ﷺ)، وبعض صفاته، وكيفية تعامله مع الآخرين.
مؤلف كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
عائض القرني: ولد عام 1959م في المملكة العربية السعودية، حصل على الشهادة الجامعية من كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم حصل على الماجستير في الحديث النبوي، له أكثر من 800 خطبة ومحاضرة وندوات أدبية، وله أربعة دواوين شعرية، كما ألف في الحديث والتفسير والفقه والسيرة.
من مؤلفاته:
لا تحزن.
فقه الدليل.
وحي الذاكرة.
ترجمان السنة.