الأخطاء فرص للتعلُّم
الأخطاء فرص للتعلُّم
يعتقد الكبار أن فكرتَي الثواب والعقاب طريقة جيدة لتعليم الأطفال الطاعة والمسؤولية وتحمُّل نتيجة أفعالهم، لكن هاتين الفكرتين تحققان فقط الطاعة المؤقتة، فالسلوكيات الحسنة يجب زرعها داخل الإنسان بتكوين قناعة لدى الطفل نفسه بالقيام بها، أما العقاب فيُكسِب الطفل سلوكياتٍ عدوانية ويعلمه استخدام القوة، والمكافآت تجعله يُحسن السلوك ما دام يحصل عليها ويتوقف إذا توقفت المكافآت.
ويحدث التعلُّم الحقيقي عند اعتبار أخطاء الطفل وسلوكه السيِّئ لحظةً تعليميةً، يتعلم من خلالها مهارات حياتية تجعله قادرًا على إدراك عواقب اختياراته، وقد أثبتت الأبحاث أنّ أساليب التأديب الصارمة التي تهدف إلى السيطرة على الطفل لا تساعد على اكتسابه حس المسؤولية أو ضبط النفس، بل تعلمه التمرد والبحث عن طرائق للإفلات من العقاب أو إساءة التصرف في الخفاء، وقد تؤدي إلى العكس تمامًا فيصبح الطفل ضعيف الشخصية مطيعًا طاعة عمياء.
إنَّ أساليب التربية التقليدية الصارمة التي نشأ عليها الكبار هي السبب الرئيس في اقتناعهم بأن العقاب سيكون مجديًا مع أطفالهم كما كان مجديًا معهم، لكن غالبيتهم لا يدركون أن التسلُّط والصرامة قد أصابهتم بمرض السعي المرضي إلى الكمال وجلد الذات وعدم القدرة على المجازفة خوف ارتكاب الأخطاء.
لذلك يجب أن نستبدل طرائق تأديبية أخرى تعزز من ثقة الأطفال بأنفسهم وقدرتهم على إحداث تغيير، بالأفكار التقليدية كالثواب والعقاب التي أصبحت بلا جدوى، وذلك بإشراكهم في إيجاد حلول لمشكلاتهم وتجنب إخضاعهم والسيطرة عليهم، فالأطفال في وقتنا الحاضر يسعون إلى الاستقلال ولا يستجيبون لمحاولات الإخضاع.
الفكرة من كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
إنَّ أحد دروس الحياة المهمة هو مساعدة الأطفال على استخدام قدراتهم الفكرية لفهم عواقب اختياراتهم، فجميع البشر صغارًا وكبارًا يخطئون وهذه الأخطاء هي التي تُعلِّمنا دروس الحياة، ومن أفضل أدوات التربية الإيجابية أن نحترم كرامة الأطفال ونعاملهم بحنانٍ وحزم، وأن نعد أخطاء الأطفال وسوء سلوكهم فرصة لتعليمهم ضبط النفس والتحكم في الذات وتهذيب السلوك، بدلًا من العقاب الذي يهين الطفل ويفقده القدرة على التعلُّم، وبذلك نضمن لأطفالنا مستقبلًا ناجحًا سعيدًا.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الكبار مهارات التربية الإيجابية الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية المهمة كالتواصل وحل المشكلات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بتقدير الذات، كما يهدف إلى إقناع الكِبار بتجنُّب العقاب والأساليب التربوية المهينة المحبِطة التي تسبب للأطفال ألمًا نفسيًّا كبيرًا يؤثر في مستقبلهم ونجاحهم.
مؤلف كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
جاين نيلسن : حصلت على الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، تعمل مُصلِحةً اجتماعية ومستشارة تربوية في كاليفورنيا، تعقد عديدًا من المحاضرات والورش التدريبية التي تهدف إلى تعليم الآباء والأمهات طرائق التربية الإيجابية، كما شاركت في تأليف “سلسلة الانضباط الإيجابي” الأكثر مبيعًا حول العالم، ومن مؤلفاتها:
الانضباط الإيجابي في صفوف المنتسوري.
الانضباط الإيجابي من الألف إلى الياء: 1001 حل لمشاكل الأبوة اليومية.
الانضباط الإيجابي لمرحلة ما قبل المدرسة.