العزلة العقابية
العزلة العقابية
يعد أسلوب (العزلة العقابية || Punitive time out) أو (كرسي العقاب || Naughty chair) أكثر أساليب التأديب شيوعًا، ويكون بعزل الطفل عند إساءة التصرف، إما بالجلوس على كرسي منعزل وإما بالبقاء وحده في غرفة لبعض الوقت ليفكر في خطئه، ويتضمن أيضًا الطرد من المدرسة أو قضاء وقت إضافي في المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي، وكذلك حبس الطفل في غرفته بالمنزل.
ويبرر بعض الكبار استخدام العزلة العقابية بأنها تقتصر على الأطفال ذوي السلوك الصعب أو مَن يرتكبون أخطاء فادحة كمضغ العلكة والرد على السؤال دون رفع الإصبع، وهذه المعايير مُقلقة لأنها تلصق بالطفل صفاتٍ سيئة تؤثر في احترامه لذاته لمجرد ارتكابه أخطاء بسيطة، كذلك يرى كثيرون أنَّ هذا الأسلوب أفضل من العقاب البدني، لكنهم لا يدركون أن إهانةَ كبرياء الطفل عنفٌ نفسي يصيب الطفل بالإحباط والاضطراب وقد يتسبب في زيادة عناده.
ويرجع شيوع هذا الأسلوب إلى اعتقاد الكبار أنه فعَّال ونتائجه سريعة، والحقيقة أنَّ فاعليته مؤقتة، فهو يوقف السلوك السيِّئ في اللحظة نفسها، لكن على المدى البعيد يؤدي إلى شعور الطفل بالقهر وعدم الثقة بالكبار وإصراره على الانتقام، فيتمرد عليهم ليثبت أنه أقوى، وفي النهاية يؤمن الطفل بأنه شخصٌ سيِّئ ويفقد ثقته بنفسه.
وقد جُرِّبَ أسلوب العزلة العقابية على مجموعة من الكبار في ورش تدريبية لمساعدتهم على الدخول إلى عالم الطفل، وبعد انتهاء التجربة شعر أغلبهم بالخوف والخجل والغضب والرغبة في الانتقام، كما فكر بعضهم في ترك المدرسة نهائيًّا، لذلك لا تعد العزلة العقابية أسلوبًا تأديبيًّا إيجابيًّا، فهي تجربة مُذلَّة محبِطة للطفل، تهين كرامته واحترامه لذاته.
الفكرة من كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
إنَّ أحد دروس الحياة المهمة هو مساعدة الأطفال على استخدام قدراتهم الفكرية لفهم عواقب اختياراتهم، فجميع البشر صغارًا وكبارًا يخطئون وهذه الأخطاء هي التي تُعلِّمنا دروس الحياة، ومن أفضل أدوات التربية الإيجابية أن نحترم كرامة الأطفال ونعاملهم بحنانٍ وحزم، وأن نعد أخطاء الأطفال وسوء سلوكهم فرصة لتعليمهم ضبط النفس والتحكم في الذات وتهذيب السلوك، بدلًا من العقاب الذي يهين الطفل ويفقده القدرة على التعلُّم، وبذلك نضمن لأطفالنا مستقبلًا ناجحًا سعيدًا.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الكبار مهارات التربية الإيجابية الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية المهمة كالتواصل وحل المشكلات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بتقدير الذات، كما يهدف إلى إقناع الكِبار بتجنُّب العقاب والأساليب التربوية المهينة المحبِطة التي تسبب للأطفال ألمًا نفسيًّا كبيرًا يؤثر في مستقبلهم ونجاحهم.
مؤلف كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
جاين نيلسن : حصلت على الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، تعمل مُصلِحةً اجتماعية ومستشارة تربوية في كاليفورنيا، تعقد عديدًا من المحاضرات والورش التدريبية التي تهدف إلى تعليم الآباء والأمهات طرائق التربية الإيجابية، كما شاركت في تأليف “سلسلة الانضباط الإيجابي” الأكثر مبيعًا حول العالم، ومن مؤلفاتها:
الانضباط الإيجابي في صفوف المنتسوري.
الانضباط الإيجابي من الألف إلى الياء: 1001 حل لمشاكل الأبوة اليومية.
الانضباط الإيجابي لمرحلة ما قبل المدرسة.