الاستراحة الإيجابية || positive time out
الاستراحة الإيجابية || positive time out
هو أسلوب تأديبي تربوي يتيح للطفل أن يشارك في عملية التربية عن طريق إعطاء فرصة له للهدوء وقت الغضب لإيقاف سلوكه السيئ والتفكير بطريقة إيجابية غير مؤذية، مما يساعده على تهذيب سلوكياته وحل مشكلاته، وعلى المدى البعيد يكتسب الطفل مهارات حياتية مهمة كضبط النفس والتحكم في الذات، كما أنه يعزز ثقته بنفسه.
إنَّ كثيرًا من الكبار لا يدركون أن الضيق والغضب مشاعر فطرية لدينا جميعًا، وأننا منذ ولادتنا نمتلك قدرات عديدة تساعدنا على التأقلم وتهدئة الذات، وتزداد تلك القدرات كلما كبرنا في السن، لذلك ليس من الحكمة إهدار تلك المهارات بأن نعاقب الطفل ونجبره على كبت مشاعره السلبية وعدم التعامل معها، بل يجب أن نعلمه منذ الصغر استخدام تلك القدرات والمهارات وتنميتها لتعزيز مهاراته الفطرية في تهدئة نفسه بنفسه عن طريق أسلوب الاستراحة الإيجابية.
يمكن تنفيذ أسلوب الاستراحة الإيجابية والتهدئة الذاتية عن طريق تخصيص مكان لطيف وهادئ يجلس فيه الطفل وقت الحاجة إلى الاستراحة، ويحتوى على وسائد وقصص ومشغِّل موسيقى وألعاب تساعد الطفل على الاستمتاع والاسترخاء، ومن الأفضل إشراك الأطفال في تنفيذ تلك الفكرة عن طريق إخبارهم بالهدف من الاستراحة الإيجابية ووضع قواعد لها حتى لا يُساء استخدامها.
ولكي تتحقق أقصى فائدة من الاستراحة الإيجابية، يجب أن تكون للطفل حرية اختيار استخدامها وعدم إجباره على ذلك حتى لا يشعر بالإحراج، ويمكن للمعلم أن يذهب بنفسه لقضاء بعض الوقت فيها حتى يشجعه على ذلك، وأن يتيح للطفل أن يحدد بنفسه المدة التي يحتاج إليها للاستراحة أو أن يستعين بأحد أصدقائه ليجلس معه.
بعد قضاء الاستراحة والتخلص من شعور الغضب يصبح الطفل مستعدًّا لتقييم تصرفاته وإصلاح أخطائه، فالطفل يسيئ التصرف فقط عندما يكون محبَطًا، أما إذا شعر بالتشجيع والاحترام والثقة من الآخرين فإنه يتصرف بتهذيب.
الفكرة من كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
إنَّ أحد دروس الحياة المهمة هو مساعدة الأطفال على استخدام قدراتهم الفكرية لفهم عواقب اختياراتهم، فجميع البشر صغارًا وكبارًا يخطئون وهذه الأخطاء هي التي تُعلِّمنا دروس الحياة، ومن أفضل أدوات التربية الإيجابية أن نحترم كرامة الأطفال ونعاملهم بحنانٍ وحزم، وأن نعد أخطاء الأطفال وسوء سلوكهم فرصة لتعليمهم ضبط النفس والتحكم في الذات وتهذيب السلوك، بدلًا من العقاب الذي يهين الطفل ويفقده القدرة على التعلُّم، وبذلك نضمن لأطفالنا مستقبلًا ناجحًا سعيدًا.
ويهدف هذا الكتاب إلى تعليم الكبار مهارات التربية الإيجابية الفعالة التي تساعد الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية المهمة كالتواصل وحل المشكلات، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم وإحساسهم بتقدير الذات، كما يهدف إلى إقناع الكِبار بتجنُّب العقاب والأساليب التربوية المهينة المحبِطة التي تسبب للأطفال ألمًا نفسيًّا كبيرًا يؤثر في مستقبلهم ونجاحهم.
مؤلف كتاب التهذيب الإيجابي في تربية الأطفال: وداعًا لعقاب طفلك، أكثر من 50 طريقة بديلة لتطور شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة
جاين نيلسن : حصلت على الدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة سان فرانسيسكو عام 1979، تعمل مُصلِحةً اجتماعية ومستشارة تربوية في كاليفورنيا، تعقد عديدًا من المحاضرات والورش التدريبية التي تهدف إلى تعليم الآباء والأمهات طرائق التربية الإيجابية، كما شاركت في تأليف “سلسلة الانضباط الإيجابي” الأكثر مبيعًا حول العالم، ومن مؤلفاتها:
الانضباط الإيجابي في صفوف المنتسوري.
الانضباط الإيجابي من الألف إلى الياء: 1001 حل لمشاكل الأبوة اليومية.
الانضباط الإيجابي لمرحلة ما قبل المدرسة.