آخر فصول التمهيد
آخر فصول التمهيد
يتفق كثير من الناس على أن أصعب مراحل التعلم هي الإعدادية، التي يبدأ فيها الطفل بدخوله سن المراهقة، ويبدأ بإدراك أنه مسؤول عن أفعاله، لكن هل جميع الأطفال يدركون ذلك حقيقةً أم لا؟
نجد كثيرًا من الأطفال في تلك المرحلة يعانون التشتت وعدم التركيز، قد يبدو عليهم الكبر جسديًّا، لكن عقولهم ما تزال غير مدركة تمامًا لما يفعلون، فأكثر الكوارث التي تحدث في الإعدادية تنشأ عن خلل في الانخراط، أو في الوصول إلى مهارات الوظيفة التنفيذية، كتسليم المهام بموعد متأخر أو نسيانها، كما قد يعانون عدم المرونة وضعفًا في الذاكرة، ولعلاج هذه المشكلات، يحتاج الآباء إلى الصبر والوضوح وتبسيط المعلومات وتدوينها حتى يتسنى لأطفالهم تذكرها، كما يمكن الاتفاق معهم على بعض الإشارات لينتبهوا أنهم قد فقدوا تركيزهم، فخلق عادةٍ جديدةٍ والاستمرار عليها يُهدئ من روعهم، ويعلِّمهم الإصغاء ومن ثم التعقيب، ويساعدهم على التأقلم والانخراط.
أما في المرحلة الثانوية فيتسنى للأبناء تحمل مسؤوليتهم، خصوصًا عندما يتنحى الآباء جانبًا، فذلك يفسح المجال أمام الأبناء للتجربة والخطأ، وتولي شؤونهم، والدفاع عن نفسهم، واتخاذ قراراتهم، كي يجدوا طريقتهم للعيش، وتجربة الخيارات المتاحة أمامهم، فتكون وظيفة الوالدين في هذا الوقت هي دعمهم بشكل غير مباشر لتأهيلهم للاصطدام بالواقع والعالم الحقيقي في آخر مراحلهم التأهيلية.
يدخل الطلاب في حالة من الضغط والرعب بحلول العام الثالث في الثانوية، إذ يرتبط هذا العام في ذهن الناس بأنه أهم عام في الحياة كلها، فيكفي أن يختبر الطالب فيه حدوده، ويكتشف ما يريده في حياته، فينبغي أن نمنح الطلاب القدرة على اختيار المجال الذي يريدون دراسته في الجامعة، إذ يعد اختيارهم ذاك أهم اختيار سيتخذه الطلاب في مرحلة شبابهم، وبعدها يبدأ فصل جديد من حياة الأبناء في الحياة.
الفكرة من كتاب نعمة الفشل، كيف يتعلم أفضل الآباء التجاهل حتى يتسنى لأطفالهم النجاح
هل تشعر بتماهي الحدود بينك وبين طفلك، فتارةً تعامله كصديق وتارةً أخرى تعامله كآمر له بشيء أو ناهيه عن آخر؟! نشعر أحيانًا بأن دورنا يكون متداخلًا ولا نستطيع الوقوف على حدوده، فما وظيفة الوالدين تجاه أبنائهم؟ نحن نعيش في مجتمع يكثر فيه الحديث عن الكوارث والأوبئة والأمراض النفسية والجسدية، ويحاول الأهل بكل طاقتهم توفير الحماية لأبنائهم بما يسمح لهم بممارسة حياة صحية سعيدة، هذا ما يرغب فيه كل والد، لكن أهذا ما يحدث بالفعل؟ أدركت الكاتبة أن السُّبُل المتبعة من الحماية والسيطرة للوصول إلى سعادة الطفل لا تجعله سعيدًا بالفعل، بل تجعله أكثر انحدارًا وتذبذبًا واضطرابًا تجاه الحياة والناس.
يبدو من عنوان الكتاب أننا سنمدح الفشل، ولِمَ لا؟! فالفشل هو الخطوة الأولى للنجاح، ولو لم ندرك أننا فاشلون في شيء ما، لما شعرنا بالرغبة في تعلمه، لذا علينا تقبل الفشل والانسحاب خطوات إلى الوراء، تاركين الساحة لأبنائنا ليخوضوا تجاربهم دون قيود أو مخاوف، لكن أولًا: متى ظهر اختصاصيو التربية
مؤلف كتاب نعمة الفشل، كيف يتعلم أفضل الآباء التجاهل حتى يتسنى لأطفالهم النجاح
جيسيكا لاهي : معلمة ومحاضرة وكاتبة، تدرس اللغة الإنجليزية واللاتينية وفنون الكتابة، كما كتبت في كل من مجلة ذي أتلانتك، وصحيفة نيويورك تايمز، وكان لها عمود نصائح نصف شهري بعنوان “اجتماع الآباء والمعلمين”، كما عملت معلقة في محطة فيرمونت بابلبك الإذاعية، وحصلت على الدكتوراه في علم القانون من جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، وقد ركزت على القوانين الخاصة بالأحداث والتعليم، ولها مؤلف آخر اسمه:
The Addiction Inoculation: Raising Healthy Kids in a Culture of Dependence.