السياحة الإنجابية وخلق صلات قرابة عالمية

كانت “لويزا براون” أوّل مولودة وُلدت عن طريق عملية طفل الأنابيب في العالم عام 1978م، وكان ذلك بمنزلة ثورة أحدثت تحولًا جذريًّا في تاريخ البشرية، إذ تفكك النظام المكون من أب وأم وطفل بيولوجي، الذي كان حتى وقت قريب في منأًى عن أي تدخل بشري، وظهرت أشكال جديدة من التناسل والأبوة والأمومة بسبب الرغبة في الحصول على أطفال، وبسبب التكاليف الباهظة لهذه العملية واختلاف التشريعات الخاصة بها من دولة لأخرى، نتج نوع جديد من السياحة هو “السياحة الإنجابية”، إذ يشد الرحالَ من يتوقون إلى الأطفال، إلى أي دولة تتيح لهم تحقيق ما يرنون إليه، ومن ثمَّ ظهرت صلات جديدة من القرابة، كالأم المانحة للبويضة، والأم الحامل، والأم الحاضنة والمربية، والأب المانح للحيوان المنوي، والأب الحاضن والمربي! 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأدت الرغبة في الحصول على طفل إلى خلق سوق عالمية جديدة، والسلعة فيها هي الأطفال! وكلٌّ له وجهته للحصول على هذه السلعة، فالمرأة الألمانية تفضل الحصول على بويضة من امرأة إسبانية، بينما تفضل الأمريكات الحصول على بويضة من امرأة إيطالية أو رومانية، وتُعد الهند قِبلة الجميع وملاذهم للحصول على “الأم الرحم”، إذ إن عديدًا من النساء على استعداد لتقديم أجسادهن وتأجير أرحامهن بأقل الأسعار، لكن أحيانًا تثار بعض المشكلات إذ ترفض بعض الأمهات الأجيرات تسليم الطفل الذي حملنه، ويُرِدْنَ الاحتفاظ به لأنفسهن، وتعد قضية الطفل “M” إحدى القضايا التي أثارت الرأي العام العالمي، إذ حُكِمَ في هذه القضية بأن الوالدين الحاضنين -وهما الطرف الأول في العقد- لهما الحق في الحصول على الطفل، بينما الأم الرحم -وهي الطرف الثاني في العقد- لها الحق في زيارة الطفل مرة كل أسبوع، وبناءً على ذلك خلق الطب الحديث والتكنولوجيا صلات قرابة تتصف بالتعددية والعالمية لم تكن موجودة من قبل.

يتناول المؤلفان العلاقات العاطفية التي تمتد عبر البلاد والقارات وتفصل بينها المسافة الجغرافية، العلاقات المبنية على التوافق وعدم التوافق، واختلاف اللغة والنظم السياسية والقانونية، مُستعرضين الحب عن بُعد أو الحب النائي، ومتطرقين إلى فوضى الحب حول العالم مبينين جميع صور الحب والعلاقات النائية التي خلقتها التكنولوجيا، ويوضحان أن العلاقات التقليدية والأسر الكلاسيكية التي سيطرت على العالم خلال القرون الماضية أصبحت على شفا الأُفول، لتحل محلها العلاقات والأسر المعولمة التي صار فيها الحبيب هو البعيد الداني، وليس القريب الحاضر.

أولريش بك : عالم اجتماع ألماني، ومُدير معهد العلوم الاجتماعية في جامعة ميونخ الألمانية، ويُدرِّس في الوقت نفسه في جامعة “London school of Economics”، كما أنه عضو في لجنة حكومية تهتم بشؤون المستقبل بمقاطعة بافاريا الألمانية، من مؤلفاته التي تُرجمت:
ما هي العولمة؟
هذا العالم الجديد.. رؤية مجتمع المواطنة العالمية.

وإليزابيث بك : عالمة اجتماع ألمانية، درست علم الاجتماع وعلم النفس في جامعة ميونخ بألمانيا، حاصلة على درجة الأستاذية من جامعة (إرلانجن – نورمبرج)، وهي أرملة عالم الاجتماع “أولريش بك”، من مؤلفاتها:
Individualization: institutionalized individualism and its social and political consequences.
Reinventing the family: in search of new lifestyles.

معلومات عن المترجم:
حسام الدين بدر: كاتب ومترجم مصري، من ترجماته:
الزمن المختوم.. حالة الركود في العالم الإسلامي.
أحلام الخليفة.. الأحلام وتعبيرها في الثقافة الإسلامية.