الأسرة في عصر معولم
الأسرة في عصر معولم
إن الأسرة المعولمة هي تلك الأسرة التي تحوي بين جنباتها تناقضات الحياة بسبب تجاوزها كل الفوارق القومية والدينية والثقافية والعرقية، ولا يشترط أن تتضمن الأسرة جميع هذه التناقضات حتى نصفها بأنها أسرة معولمة، إذ يكفي أن تحوي واحدًا أو أكثر منها، فمثلًا الأسرة التي تتكون من شريكين مختلفي الجنسية سيحملان تناقضات دولتيهما، وإذا كان أحد الشريكين من المهاجرين إلى الغرب فستجتمع في الأسرة تناقضات العالم الأول والعالم الثالث، أضف إلى ذلك أنه من الممكن أن يصبح الإنسان فردًا في الأسرة المعولمة على غير إرادته بسبب التهجير القسري والعنف والحروب الأهلية، أو هربًا من الفقر، أو بسبب ضغط العلاقات العاطفية التي تتكون عبر الإنترنت، وسواء تكونت الأسرة المعولمة عن طريق الاختيار الحر أو الإجبار، فهي في النهاية لا تتفق مع طبيعة الأسرة التقليدية الراسخة في أذهاننا خلال القرون الماضية.
فعندما كان يذكر لفظ الأسرة كانت تلوح في الأذهان الأسرة في أبسط صورها، مكونةً من أب ذكر وأم أنثى وأبناء بيولوجيين، إلى جانب الوجود الجسدي في مكان واحد، والمعيشة تحت سقف واحد، وكان أي تغيير يجري عبر القرون لا يمس هذه السمات الجوهرية للأسرة، أما الآن وفي ظل الأسر المعولمة فقد خُلخلت هذه السمات الجوهرية، ويُعد مفهوم “الأم البديلة”، عندما تؤجر امرأة رحمها وتحمل لقاح زوجين آخرين نظير مبلغ من المال، هو إحدى تطبيقات الأسر المعولمة، فنتيجة للتقدم الطبي والتكنولوجي أمكن الفصل بين الولادة والأبوة والأمومة، فظهرت علاقات نسب جديدة لم يكن وجودها متصورًا من قبل.
الفكرة من كتاب الحب عن بُعد.. أنماط حياتية في عصر العولمة
يتناول المؤلفان العلاقات العاطفية التي تمتد عبر البلاد والقارات وتفصل بينها المسافة الجغرافية، العلاقات المبنية على التوافق وعدم التوافق، واختلاف اللغة والنظم السياسية والقانونية، مُستعرضين الحب عن بُعد أو الحب النائي، ومتطرقين إلى فوضى الحب حول العالم مبينين جميع صور الحب والعلاقات النائية التي خلقتها التكنولوجيا، ويوضحان أن العلاقات التقليدية والأسر الكلاسيكية التي سيطرت على العالم خلال القرون الماضية أصبحت على شفا الأُفول، لتحل محلها العلاقات والأسر المعولمة التي صار فيها الحبيب هو البعيد الداني، وليس القريب الحاضر.
مؤلف كتاب الحب عن بُعد.. أنماط حياتية في عصر العولمة
أولريش بك : عالم اجتماع ألماني، ومُدير معهد العلوم الاجتماعية في جامعة ميونخ الألمانية، ويُدرِّس في الوقت نفسه في جامعة “London school of Economics”، كما أنه عضو في لجنة حكومية تهتم بشؤون المستقبل بمقاطعة بافاريا الألمانية، من مؤلفاته التي تُرجمت:
ما هي العولمة؟
هذا العالم الجديد.. رؤية مجتمع المواطنة العالمية.
وإليزابيث بك : عالمة اجتماع ألمانية، درست علم الاجتماع وعلم النفس في جامعة ميونخ بألمانيا، حاصلة على درجة الأستاذية من جامعة (إرلانجن – نورمبرج)، وهي أرملة عالم الاجتماع “أولريش بك”، من مؤلفاتها:
Individualization: institutionalized individualism and its social and political consequences.
Reinventing the family: in search of new lifestyles.
معلومات عن المترجم:
حسام الدين بدر: كاتب ومترجم مصري، من ترجماته:
الزمن المختوم.. حالة الركود في العالم الإسلامي.
أحلام الخليفة.. الأحلام وتعبيرها في الثقافة الإسلامية.