التعرف على الأدب الفرنسي
التعرف على الأدب الفرنسي
ينصح الكاتب أن تبدأ دراستك للآداب العالمية بالأدب الفرنسي، فمنذ أن تعرف عليه وقرأ أول كتاب فرنسي له عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، شعر بهزة تستصرخ مشاعره الإنسانية الحزينة، هزة ألهمته وجعلته متعطشًا دومًا وأبدًا إلى ذلك اللون الفرنسي من الأدب القادر على رسم حياة الناس بتلك الحيوية والانسجام، فأخذ يسأل كل من يعرفه من الطلاب عن الكتّاب الفرنسيين ويطلب منهم كتبًا فرنسية مترجمة، حتى وقع في يده مجلد رواية اسمها “الجلد المسحور” التي عرفته بـ(بلزاك)، المؤلف الذي أصبح كاتب مكسيم المفضل والذي بحث عن كل ما كتب حتى ظهرت الترجمة الكاملة لمؤلفات بلزاك في روسيا فقرأها كلها بدلًا من المرة مرتين، ففتن به، ودهش، وأصبح على دراية بعظمة هذا الرجل وحجم موهبته وصدق كلمته.
وعندما سأله الكاتب الروسي الكبير تولستوي لمن يقرأ أكثر، أجابه ببعض الأسماء، فرد عليه بنصيحة وهي أن يكثر من القراءة للفرنسيين، وبالأخص بلزاك الذي تعلم على يديه الكتابة، كما نصحه بالقراءة للمجيدين لفن الكتابة كـ(ستندال وفلوبير وموباسان وتيكري وديكنز)، فهؤلاء إحساسهم الفني عالٍ متطور قادر على التركيز على المضمون، فيقول عنهم “تولستوي”: “فلو أني لم أقرأ (شارترز باسكايا) لسْتِنْدَال، ما استطعت كتابة لوحات (الحرب والسلام)”، فيرى الكاتب أن الأدب الفرنسي متمثلًا في كتب بلزاك لعب في حياته القوة العظيمة التي أثرت حياته بمعارفها الغنية والقيمة.
الفكرة من كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
يشاع بين كثير من الناس أن الكتابة مثلها مثل الرسم والخطابة، موهبة فطرية في الإنسان لا يمكن اكتسابها بالمران والتدريب، بل تولد معه ويستعملها كما يشاء وقتما يشاء، دون تعب يُذكر أو مجهود يُرهق، وهذا ظن خاطئ تمامًا، فالكتابة مهارة كأي مهارة تُكتسب بعدد من القواعد المعرفية التي يجب أن يحيط بها الكاتب لينطلق منها، وهنا يعرض الكاتب السوفيتي الاشتراكي مكسيم غوركي بعض تلك القواعد التي ساعدته على الكتابة والتأليف.
مؤلف كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف: المعروف بمكسيم غوركي، وهو أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، ولد في مدينة نوف غورد (التي تسمى الآن غوركي تيمنًا به) عام 1868م، ولم يكد يبلغ العاشرة حتى صار يتيم الأب والأم. وكان جده الذي رباه بعدهما قاسيًا، فانطلق من صغره لينخرط في صفوف الناس ويعاشرهم ويكتشف قسوة الحياة وشناعتها، مُعانيًا ظلم المتعسفين من الناس، مما أيقظ كرهه الشديد لكل مظالم الأرض ودفعه للتمرد، وبعد ذلك دفعه للكتابة عما رآه من المظالم.
رُشح لجائزة نوبل في الآداب خمس مرات، ومن أهم أعماله:
فوما غوردييف.
الأصدقاء الثلاثة.
رواية “الأم”.
معلومات عن المترجم:
مالك صقور: قاص وناقد ومترجم سوري ولد عام 1949م، حصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن، من أشهر ترجماته:
العسس الليلي.
أسس الإبداع عند دوستويفسكي.