قوة الكلمة
قوة الكلمة
يرسم الرسام الصورة فتظهر معه جميلة رائعة غنية بالألوان والمشاعر، ومثله الكاتب؛ يصوّر الإنسان بشكل جميل رائع غني، لكنه يتفوق على الرسام بقدرته على نحت الكلمة، فالرسام مهما أبدع في رسم صورة الإنسان تظل صورة جامدة ثابتة، أما الكاتب فبقدرته على نحت الكلمة يصور الإنسان في أفعاله وصدماته وصراعاته، يصوره في حياته المستمرة المتحركة، ومن هنا تكون أولى المهارات التي يجب على الكاتب المبتدئ تعلمها لإتقان عمله الأدبي هي دراسة اللغة.
فاللغة إن استعملت بشكل متناغم، تصبح قوة مؤثرة في الإنسان كقوة الدهشة والفخر والفرح، قوة تؤثر في العاطفة والذهن، وجمال اللغة وتناغمها لا يأتيان إلا مع معرفة واسعة من الكاتب بمفردات اللغة الغنية، واكتسابه قدرة واضحة على اختيار تلك المفردات الواضحة القوية التي تؤثر في قارئها وتحرك مشاعره.
وبجوار دراسة اللغة ينبغي للكاتب دراسة الماضي، وبالتحديد ماضي معاصريه الذين يعيش بينهم، فهم أكثر مواد عمل الكاتب غنًى، وهو لن يستطيع الكتابة عنهم إلا عندما يعرف ماضيهم، ويدرك كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه، وبجوار دراسة ماضي البشرية عليه دراسة ماضي إنجازات البشرية في كل مجال موجود.
فإذا عرف الكاتب الماضي فهم الحاضر، وإذا فهم الحاضر استشرف المستقبل، فعلى عاتق الكتّاب الشباب تقع مهمة التخلص من الماضي الكريه وبناء عالم جديد، ولن يتأتى ذلك إلا بمعرفة الكتّاب لماضيهم الموروث الكريه وسعيهم لتغييره واستبدال ما عرفوه من المنجزات البشرية القيمة والنافعة به.
الفكرة من كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
يشاع بين كثير من الناس أن الكتابة مثلها مثل الرسم والخطابة، موهبة فطرية في الإنسان لا يمكن اكتسابها بالمران والتدريب، بل تولد معه ويستعملها كما يشاء وقتما يشاء، دون تعب يُذكر أو مجهود يُرهق، وهذا ظن خاطئ تمامًا، فالكتابة مهارة كأي مهارة تُكتسب بعدد من القواعد المعرفية التي يجب أن يحيط بها الكاتب لينطلق منها، وهنا يعرض الكاتب السوفيتي الاشتراكي مكسيم غوركي بعض تلك القواعد التي ساعدته على الكتابة والتأليف.
مؤلف كتاب كيف تعلمت الكتابة ومقالات أخرى
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف: المعروف بمكسيم غوركي، وهو أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، ولد في مدينة نوف غورد (التي تسمى الآن غوركي تيمنًا به) عام 1868م، ولم يكد يبلغ العاشرة حتى صار يتيم الأب والأم. وكان جده الذي رباه بعدهما قاسيًا، فانطلق من صغره لينخرط في صفوف الناس ويعاشرهم ويكتشف قسوة الحياة وشناعتها، مُعانيًا ظلم المتعسفين من الناس، مما أيقظ كرهه الشديد لكل مظالم الأرض ودفعه للتمرد، وبعد ذلك دفعه للكتابة عما رآه من المظالم.
رُشح لجائزة نوبل في الآداب خمس مرات، ومن أهم أعماله:
فوما غوردييف.
الأصدقاء الثلاثة.
رواية “الأم”.
معلومات عن المترجم:
مالك صقور: قاص وناقد ومترجم سوري ولد عام 1949م، حصل على درجة الماجستير في الأدب المقارن، من أشهر ترجماته:
العسس الليلي.
أسس الإبداع عند دوستويفسكي.