المشكلات السلوكية
المشكلات السلوكية
بعد التعرف على أساليب التعلم والذكاءات المتعددة، بقي السؤال: كيف تتعامل مع مشكلات الطفل السلوكية؟ وللإجابة عنه يجب التعرف أولًا على مراحل تكوّن السلوك الثلاثة وهي مرحلة البوادر، ومرحلة ظهور السلوك، ومرحلة معزز السلوك، فمرحلة البوادر تعتمد على ملاحظة سلوكيات وتصرفات غريبة لدى الطفل كاللجوء إلى الضرب في حل مشكلاته، والعلاج يكون بتعليمه كيف يعبر لفظيًّا عن مشاعره ولا يستخدم يديه في إيذاء الناس، ومرحلة ظهور السلوك هي التي يكون فيها السلوك واضحًا عند الطفل، أما مرحلة معزز السلوك فتعتمد على تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل وإيقاف السلوك السلبي ويتوقف ذلك على رد فعلك إزاء تصرفاته،
فمثلًا عندما يقوم بفعل جيد امدحه وشجعه وتحدث عنه أمام الآخرين، وعندما يرتكب خطأ وجهه وركز على انتقاد الخطأ أو الفعل دون انتقاد الشخص، فلا تقل له “أنا لا أحبك عندما تكذب”، بل قل له “أنا لا أحب الكذب لكنني أحبك”، وابتعد عن المعزز السلبي المتمثل في الصراخ والضرب والسب، لأن ذلك يهمش العلاقة بينكما ويؤدي إلى ضعفه واضطراب نفسيته، أما المعزز الإيجابي فيعمد إلى تجاهل السلوك السلبي ما دام في حد المعقول ووضع قوانين ملزِمة مسبقًا، وهذا يؤدي إلى توقف الطفل عن الخطأ بدافع الاقتناع كما يقوي العلاقة بينكما.
واحذر أن تنعته بصفات من نوع “أنت فاشل” و”أنت غبي”، لأن تلك الصفات ستتأصل فيه رغمًا عنه كأنه صُبَّ في قالب نمطي لا فكاك منه، وفي المقابل يمكن استخدام القالب النمطي في تكوين صفات حسنة، كأن تقول له: “أنت ذكي” و”أنت موهوب” حينها سيتصرف عقله الباطن على هذا الأساس، وثق دائمًا بأنه سيتغير إلى الأفضل وسيثق بأنه سيفعل.
الفكرة من كتاب كيف تربي مبدعًا؟
طالما حمل الوالدان على عاتقيهما مسؤولية إنشاء طفلهما على أسس ومبادئ سليمة، لكن الجهل بالسبيل إلى تلك النتيجة دفع بعضهم إلى اعتبار الطفل مملوكًا لا يحق له من الحرية إلا ما يقرره والداه، وذهب بعضهم إلى ترك الحرية المطلقة فنشأت أجيال بلا هوية، وذهب آخرون إلى تناسي كونهم قدوة ووضعوا أحلامًا وردية عن مستقبل أبنائهم المشرق في حين كان حاضرهم كظلمات في بحر لجيّ!
لذلك جمعت الكاتبة خبرتها في مجال التربية الحديثة وطرحت أفكارًا عملية للوصول إلى مستوى التربية المتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد تركت مساحة للتخطيط بعد كل فكرة طرحتها ليستخدمها الوالدان في تطبيق تلك الفكرة بما يتناسب مع شخصية طفلهما.
مؤلف كتاب كيف تربي مبدعًا؟
خلود خليفة: خبيرة بالتربية الإيجابية وشؤون الطفل، تهتم بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنمية ذكاء الطفل، ولها عديد من المؤلفات منها:
أبناء كما نريدهم ومربون كما يريدوننا.
بلا حدود.