استراتيجيات التعلم العميق
استراتيجيات التعلم العميق
يجب التفريق بين التعلم السطحي الذي يعتمد على التلقين ويهتم بالكم قبل الكيف، وبين التعلم العميق الذي يراعي الفروق الفردية ويهتم بالكيف أولًا، وبالفعل هناك عدة استراتيجيات لبناء هذا النوع من التعليم، منها البناء الهرمي، أي بناء معلومات جديدة على خبرات سابقة يمتلكها الطفل، فإذا استمتع بقراءة قصة عن الحيوانات مثلًا فأخبره أن الدجاجة تبيض وأن الحصان كان وسيلة للسفر قديمًا، وناقشه في المفردات الجديدة التي قابلها واربطها بمفردات قديمة يعرفها، وبذلك تتكون لديه المعلومات على شكل هرمي قاعدته المفاهيم البسيطة ثم تليها المعلومات الأكثر تعقيدًا، ويمكن استخدام الخرائط الذهنية، وعلم طفلك كيف يرسمها بنفسه فهي تساعد على استدعاء المعلومات وترسيخها.
واحرص على اصطحابه في جولات ترفيهية واستغل اللحظة لمناقشة الوظائف والعمارة الهندسية، كما أن ربط المعلومات بالصور من خلال الجولات الميدانية أو الكتب المصورة يساعد على تنمية خياله، ويُعد التطبيق والممارسة والعمل الجماعي من أهم الأساليب التي تسرع عملية التعلم لدى الطفل.
ومن المهم أن تعلمه أن الحياة لا تخلو من فشل، وأن الفشل يدفعه إلى تعلم أمور جديدة وخوض تحديات أكبر، وسيطر على أفعالك عندما يتعرض للفشل خصوصًا في المواد الدراسية، لأن ذلك سينفره منها ويُفقده الثقة بك.
كما يجب عدم حرمان الطفل من اللعب، فهو يحفز الذاكرة ويطور الذكاء التخيلي وينمي الروح الرياضية من خلال تقبل الربح والخسارة، وينمي أيضًا الشخصية القيادية من خلال تبادل الأدوار واختبار مشاعر متنوعة، ومن الألعاب المفيدة للطفل تلك التي تستخدم أدوات لمحاكاة حرف حقيقية كالطبيب والنجار، وكذلك الألعاب التي تنمي المهارات اليدوية كالطين الصلصال.
الفكرة من كتاب كيف تربي مبدعًا؟
طالما حمل الوالدان على عاتقيهما مسؤولية إنشاء طفلهما على أسس ومبادئ سليمة، لكن الجهل بالسبيل إلى تلك النتيجة دفع بعضهم إلى اعتبار الطفل مملوكًا لا يحق له من الحرية إلا ما يقرره والداه، وذهب بعضهم إلى ترك الحرية المطلقة فنشأت أجيال بلا هوية، وذهب آخرون إلى تناسي كونهم قدوة ووضعوا أحلامًا وردية عن مستقبل أبنائهم المشرق في حين كان حاضرهم كظلمات في بحر لجيّ!
لذلك جمعت الكاتبة خبرتها في مجال التربية الحديثة وطرحت أفكارًا عملية للوصول إلى مستوى التربية المتوافق مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وقد تركت مساحة للتخطيط بعد كل فكرة طرحتها ليستخدمها الوالدان في تطبيق تلك الفكرة بما يتناسب مع شخصية طفلهما.
مؤلف كتاب كيف تربي مبدعًا؟
خلود خليفة: خبيرة بالتربية الإيجابية وشؤون الطفل، تهتم بالأساليب التربوية الحديثة التي تسهم في تنمية ذكاء الطفل، ولها عديد من المؤلفات منها:
أبناء كما نريدهم ومربون كما يريدوننا.
بلا حدود.