نظرية المشاعر الأخلاقية
نظرية المشاعر الأخلاقية
إن الإنسان مدني بطبعه، ولا يستطيع العيش بمفرده، لذا يعمد إلى الانضمام إلى العيش داخل مجموعات تربط بينها مصالح مشتركة، وكنتيجة للتفاعل الاجتماعي بينه وبين البيئة الاجتماعية تتشكل الصفات النفسية للإنسان، مما ينعكس على مشاعره وأخلاقياته الاجتماعية، هذا المعترك النفسي الاجتماعي بين الصفات النفسية للفرد والعقل الجمعي للبيئة المحيطة يؤثر في النهاية على تشكيل الملامح الأساسية المميزة للشخصية الإنسانية ومشاعرها وطريقة تفاعلها مع الوسط المحيط، فكتاب “نظرية المشاعر الأخلاقية” يعد لونًا من الكتابات النفسية الاجتماعية كمحاولة للنفاذ داخل النفس البشرية وتحليل التأثير المتبادل بين الفرد ومجتمعه.
فنجد مثلًا أننا – كأفراد – مفطورون على الحب المطلق لذواتنا، ونسعى جاهدين لتحقيق مصلحتنا الشخصية حتى وإن كانت على حساب المصالح الشخصية للآخرين، فضلًا عن مصلحة المجتمع في مجموعه ككل، ولكن في الوقت نفسه ربما نقدِم على بعض الأفعال من باب الإحسان والعدل وحب الفضيلة حتى وإن لم تكن هناك مصلحة شخصية أو علاقة مشتركة، فالأنانية والتفكير المادي وإن كان الغالب على الشخصية الإنسانية إلا أنه ليس المحدد الوحيد لسلوكياتنا.
كما تتميز أيضًا الشخصية الإنسانية بصفة المشاركة الانفعالية وهو ما يطلق عليه “التعاطف مع الآخرين”، خاصة إن كانت تربطنا بهم مصالح مشتركة، فعندما تجد إنسانًا بائسًا في الطريق ربما تنزعج لأمره، لكن عندما تجد ابنك مريضًا ربما لن تنام الليل من القلق والشعور بالأسى تجاهه، وهناك أمر مهم وهو أن التعاطف مع الآخرين سواء أكان سلبيًّا أم إيجابيًّا قد يؤثر بصورة كبيرة في الشخص الآخر – محل التعاطف – إذا لم يكن بالشكل المطلوب، أي إن التعاطف والمشاركة الوجدانية لها مستوى معين ونقطة تعادل تحكمها العلاقة المشتركة بين الفرد والآخر صاحب الموقف، فالتعاطف معه بدرجة أقل أو أكثر من اللازم ربما يسبب انزعاجًا له.
من ناحية أخرى؛ فإن الغريزة البشرية تحرك خيوط مشاعرنا وأخلاقيتنا على نحو كبير، إضافةً إلى علاقة الدافع والنتيجة، كلها مفاهيم وأمور حاكمة داخل المعترك النفسي الاجتماعي، فبالرغم من أننا قد ننفر من السلوك غير الأخلاقي لأول وهلة، فإننا إذا عرفنا الدافع وراء هذا السلوك ربما نتعاطف معه.
الفكرة من كتاب آدم سميث: مقدمة موجزة
قبل مجيء سميث كانت هناك إسهامات متنوعة في علم الاقتصاد، ولكن لم تكن توجد الكتابات التي تقدم تصورًا شاملًا وواضحًا كالذي جاء به آدم سميث.
يعدُّ هذا الكتاب بمثابة مقدمة مختصرة عن الاقتصادي الكبير آدم سميث الأب الروحي للاقتصاد الحديث، حيث اشتملت موضوعاته على التحليل الشخصي والعلمي لمسيرته، مع إبراز أهم أفكاره التي كانت بحق محطات فاصلة في التاريخ البشري، وخاصة كتابه “ثروة الأمم” أحد أكثر الكتب تأثيرًا في التاريخ، الذي أحدث ثورة معلنة نشأة ما يسمى بعلم الاقتصاد الحديث، وكتابه الآخر “نظرية المشاعر الأخلاقية”، فالعالم قبل آدم سميث ليس هو العالم بعده.
مؤلف كتاب آدم سميث: مقدمة موجزة
إيمون باتلر: كاتب ومدير معهد آدم سميث. حصل على درجات جامعية في علوم الاقتصاد والفلسفة والنفس من جامعة سانت أندروز، وقد درَّس الفلسفة في كلية هيلزديل كوليدج بميشيغان، قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة للمساعدة على إنشاء معهد آدم سميث في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
تولى منصب رئيس تحرير مجلة “بريتيش إنشورانس بروكر”، كما ألَّف كتبًا عن اقتصاديين أمثال ميلتون فريدمان، إضافة إلى كتب تمهيدية عن فون ميزس وآدم سميث لمعهد الشئون الاقتصادية، وله إسهامات كثيرة في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الاختيار العام.
ميلتون فريدمان.
أفضل كتاب في السوق.
المدرسة النمساوية في الاقتصاد.