التفاؤل نجاح
التفاؤل نجاح
يُعرِّف الكاتب التفاؤل بأنه “هو الأفعال أو السلوكيات التي تجعل أفراد المجتمع يتغلبون على الصعوبات والمشاكل الاجتماعية والأسرية والمحن التي قد تواجههم في معيشتهم”، ومصطلح التفاؤل أشمل من معنى الفأل، لكن فسره النبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه الكلمة الطيبة التي يسمعها الإنسان فيظن الخير فيها، ويظن بالله خيرًا ويعلم قدرته العظيمة، وهو كلام يحسن يطيب خاطر الإنسان ويقوي من عزيمته ويقلل من يأسه، والإسلام يرى أن التفاؤل وقود صحي وعلاجي كي يواجه الإنسان الحياة واليأس،
وحثنا على ذلك كثيرًا، فحين ثبت سيدنا يوسف عليه السلام في ابتلائه جُعل ملكًا على خزائن الأرض، وأيضًا كانت آيات الله كثيرة في تصبرة وتثبيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أمام أذى الكافرون، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) “لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم”، بل نهى الله سبحانه وتعالى عن اليأس لأنه شرك وفيه سوء ظن بالله عز وجل.
والمتفائلون يروون الأمور بشكل جيد بالرغم من كل الأحداث حولهم، وهذا يعطيهم إرادة نفسية قوية وتفكير إيجابي في مواجهة حياتهم مما يكسبهم خطوات نحو النجاح والخير كما في مقولة “تفاءلوا بالخير تجدوه”، ويمنحهم رونق اجتماعي خاص حيث يميل الأشخاص إلى صُحبتهم أكثر من المتشائمين، لأن كلامهم وحياتهم تبعث بالأمل والسعادة، كما يميل إلى وجهات نظر مليئة بالأمل والبشرى ويبتعد عن اليأس والإحباط، بدون أن يغفل عن حقيقة الواقع من حوله، لكنه راضٍ بما فات ومنتظر البشرى فيما هو قادم، فالتفاؤل علاج مناعي ضد الهم والحزن والأمراض الجسدية، فقد قال جون جوزيف “إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكل ولكنها تأتي مما يأكلك” يقصد القلق والهم، ووجهنا الإسلام إلى الاستخارة أيضًا والاستشارة، ورؤية الواقع بعين الحديث القدسي عن الله عز وجل “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء”.
الفكرة من كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
هل سألت نفسك يومًا كيف تكون شخصًا ناجحًا؟ ولماذا تريد أن تكون ناجحًا؟ وفي أي شيء تريد النجاح؟ أسئلة كثيرة أليس كذلك؟ بلى، الأسئلة حين تدفعنا للبحث عن إجابتها فهي تدفعنا إلى طرق السعي، ولا يتوقف المثابر حتى يحصل على إجابة شافية له،كون المرء ناجح في دنياه لا يعني بأنه سيكون ناجح في آخرته، وكل مسلم يتخذ طريق التقوى يرى وسائل النجاح أمامه رأي العين، وخاصةً لو ربط نجاحه في السعي بنجاته في الآخر، حتى لا يصبح من الخاسرين
كما قال الله عز وجل في كتابه “وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”، وفي كتابنا هذا يجمع الكاتب دليل إرشادي للإنسان المسلم كي يحقق الفلاح في دنياه كـ زوج أو أب أو في عمله وغيره وآخرته كـ مسلم.
مؤلف كتاب دليل الفلاح في تحقيق النجاح
عبد الرحمن ابن حسن: كاتب ومؤلف سعودي، له العديد من المؤلفات المتنوعة منها: “الخيانة الزوجية وطرق الوقاية منها”، و”الطفل العنيد وكيفية التعامل معه”، و”زوجي بخيل ماذا أفعل؟”.