التقويم والعلاج
التقويم والعلاج
هناك اختلاف كبير بين ما نراه ونعتقده، وما يراه أبناؤنا ويعتقدونه، وهذا الاختلاف يجب أن يُحترَم، فلا نرفض شيئًا من حقهم مثل اللعب أو الجلوس مع الأصدقاء بلا سبب حقيقي، لأن هذا سيدفعهم إلى عدم المشاورة أو النقاش، وسيفعلون ما يحلو لهم ما داموا سيتحملون النتائج في كل الأحوال، وعلى المربي ألا يتدخل في مشاجرات الأبناء بعضهم مع بعض حتى يعودهم الاعتماد على النفس في حل مشكلاتهم، إلا أن يكون أحدهم عنيفًا أو متسلطًا، فعليه عندها التدخل لرفع الظلم عن الآخر، مع الحرص على العدل بينهم حتى في القبل والعطايا، فإخوة يوسف سعوا لقتله ليزيحوه عن طريقهم ويتقربوا من أبيهم.
وأيضًا من أهم طرائق كسر الحواجز وصنع روابط الصداقة بين الأب وابنه، أن يكون هينًا لينًا طيب الكَلِم لا تفارق البسمة وجهه، فإن وقع ابنك في الخطأ تغنيك نبرة الحزم والانزعاج عن الصراخ والشتائم، وتجنب معاتبته أمام الناس خصوصًا أصدقاءه، فالتزم الهدوء إن شعر هو بالتوتر، وربما تؤجل النقاش لوقت آخر حتى يهدأ، ثم قَرِّره بخطئه واطلب منه بهدوء ألا يعيد هذا التصرف، فإن أعاده اتبع أسلوب الحرمان والعقاب.
واعلم أن كثرة اللوم والعتاب على أتفه الأسباب لا تأتي بنتائج مُرضية، إذ تفقد الكلمة قيمتها بمرور الوقت، وحاجة الأخطاء المتكررة إلى الشدة والحزم أكثر من حاجتها إلى اللوم والشتم.
الفكرة من كتاب كيف تربي أبناءك؟ ثلاثون قاعدة توصلك إلى أحسن وأنجح الطرق في التربية.
تعد التربية من أهم التخصصات التي يغفل عنها المجتمع وتكثر فيها العشوائية، وعلى الآباء الذين يريدون إنشاء جيل يقوم به الدين وتَقَرُّ به العين أن يبذلوا جهدهم وأموالهم، ليس لتوفير الرفاهية المعيشية لأولادهم فقط، بل لتوفير بيئة سليمة متوازنة تقدم مبادئ يحيا عليها الطفل ما شاء الله له أن يحيا، ويقدم هذا الكتاب خُطة ممنهجة لتوفير تلك البيئة، تبدأ منذ ولادة الطفل حتى وصوله إلى سن المراهقة، مسترشدًا بأسلوب المربي الأكبر رسول الله ﷺ، كما يوضح كيفية وقاية الطفل من الانحراف الخلقي والديني والنفسي، وطريقة العلاج إذا بدأت عليه ملامح هذا الانحراف.
مؤلف كتاب كيف تربي أبناءك؟ ثلاثون قاعدة توصلك إلى أحسن وأنجح الطرق في التربية.
أحمد بن ناصر الطيار: كاتب وداعية سعودي، وإمام وخطيب جامع “عبد الله بن نَوفَل” بالزلفي.
له عديد من المؤلفات، منها:
علم تعبير الرؤى.
حقوق الصديق وكيف تتعامل معه.
قصصي مع الملحدين.
حياة السلف بين القول والعمل