بناء القصة
بناء القصة
حياتنا اليومية غالبًا تسير بشكل مسطح متتابع، أما القصص فيُميزها تصاعد الأحداث فيها وصولًا إلى الذروة، أي الحبكة التي تجعل القارئ يستمر في القراءة مترقبًا، لأن الكاتب يؤكد له أن شيئًا ما سيحدث. وأفكار الحبكات يمكن أن تكون حولنا في كل مكان إذا انتبهنا للعالم حولنا بعيون يقِظة وآذان مصغية. ويمكننا بناء قصةٍ خيالية مستعينين بالأساطير المعروفة التي ليست مجرد قصص عن كائنات خرافية، لكنها تُجسد حقائق ومشكلات اجتماعية جادة، وربما تُساعد الأطفال على التعامل مع واقعهم ومع الخير والشر، وربما نستعين بالقصص الشعبية كقصة ذات الرداء الأحمر ونُضيف عليها طابِعًا عصريًّا ربما يكون فكاهيًّا، ويُمكن أن تبتكر عالمك الخيالي الخاص، وقد تختار قصص الأشباح والرعب، أو قصص الخيال العلمي التي تحتاج إلى أساس علمي قوي لكتابتها، أو قصص السفر عبر الزمن. أما الروايات التاريخية الكلاسيكية فليست رائجة؛ لا يدخل عالمها إلا مُلم بالتاريخ دقيق في بحثه.
وبعد اختيار الحبكة التي تمثل الإطار الأساسي نختار موضوعات القصة، ويمكن أن تكون مهمة بحثٍ عن شخص مفقود، أو إصلاح البطل لبيئته المحيطة بعدما بدا عاجزًا، أو تغير طِباع شخصية إلى الأفضل مثل ماري وكولن في الحديقة السرية.
وعلينا أن نبني تشويقًا للقارئ، ربما بجعل البطل يواجه صعوبات عديدة، أو بإضافة عناصر غامضة، وببناء القصة في عالم مغلق محدود كمدرسة أو جزيرة، وببناء علاقة معقدة بين البطل والشرير الذي لا يعترف بأنه شرير مثلًا، وللمحافظة على التشويق في القصة نأخذ وقتنا في العثور على أفكارٍ مناسبة.
وبداية القصة ينبغي أن تكون جذابةً، كأن نبدأ القصة بوضع بطلنا في مأزق، أما البدايات الهادئة فغالبًا لن تجذب الفئات العمرية التي نريد، وأما الخاتمة فنحاول استحضارها منذ البداية، ونتذكر أن الأطفال لا يُحبون أن تنتهي قصصهم المحببة ولا يحبون النهايات المأساوية، فنجعلها متناغمة مع نسيج القصة المؤثر لتظل مستمرة في عقل القارئ.
الفكرة من كتاب مهارات الكتابة للأطفال
ما من طريقة واحدة ثابتة للكتابة للأطفال، ولكن تتنوع طرق الكتابة كما تتنوع طرق الكتابة للكبار، إلا أن هناك خصائص تميز الكتابة للأطفال، وأمورًا لا تصلح لها، وهذا ما سنتطرق إليه في كتابنا.
مؤلف كتاب مهارات الكتابة للأطفال
جوان آيكن، روائية إنجليزية، ولدت عام 1924 وتوفيت عام 2004. ألفت أكثر من مئة كتاب منها مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات للصغار والكبار، وعملت محررةً في مجلات عديدة، وحصلت على جوائز كثيرة في أدب الطفل، منها جائزة لويس كارول، وجائزة الجارديان عام 1969، وجائزة إدجار آلان بو عام 1972، ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1999 لخدماتها في مجال أدب الطفل.
وكتابها الذي بين أيدينا The way to write for children – An introduction to the craft of writing children’s literature يُعد مرجعًا مهمًّا في مجاله.
معلومات عن المترجمين:
يعقوب الشاروني، هو أحد رواد أدب الطفل في مصر والوطن العربي. ولد عام 1931، وألف أكثر من أربعمئة كتاب للأطفال، وفازت كتبه بجوائز عديدة مصرية وعالمية، وعمل في الترجمة مع اليونسكو ولونجمان وليديبيرد، وكان رئيسًا سابقًا للمركز القومي لثقافة الطفل، ودرَّس مادة قصص وأدب الطفل في الجامعات المصرية.
سالي رؤوف راجي، مترجمة تخرجت في كلية الألسن – قسم اللغة الإنجليزية عام 2007، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية عام 2010.