نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
عزيزتي، إن الحياة دقائِق وثوانٍ، فهل تظنين أن بها مُتسعًا لتضيع دقائقها بل وساعاتها بهذا الشكل العبثي كما تفعل نساء عصرنا الآن؟ فمن مُطالعة المجلات الفارغة، إلى الأفكار البائسة، إلى الروايات المُبتذلة التي تخلو من أي قيمة أو أسلوبٍ أدبي بليغ، هل تضمنين أن لكِ عمرًا آخر لتُضيعي عُمركِ الحالي هباءً منثورًا؟ كلا والله، بل لا تملِكين من أمرك شيئًا، فلا تَركني إلى الفتور، وقومي وأصلحي من بيتك، أو أدي عملكِ، أو اقرئي في مصحفك، أو تسلّي بالحديث مع صحبةٍ صالحة لكِ، وإياكِ والفراغ، وأبعدي عن ذهنِكِ توقعات الكوارِث والحوادِث، بل تفكَّري في هذا العالم الفسيح،
ألَا يوجد آلاف البشر على أسرّة المرض؟ وآلاف غيرهم داخل السجون؟ وأُناس قد ذهبت عقولهم تمامًا؟ وأنتِ سليمةٌ مُعافاة، فاشكري نعمته، واعملي صالحًا يرضاه، ولا تنسي أن هذه النِّعم خلقها الله وأعطاها لكِ كي يُستعان بها على طاعته، فقد قال في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾، فتفقهي في دينكِ لتعبديه بشكل صحيح، واقرئي من كتب العلم المُيسرة المُفيدة، مثل: رياض الصالحين، وفِقه السُّنّة.
الفكرة من كتاب أسعد امرأة في العالم
كَم تُحبينه؟ مهلًا، فأنا لا أقصد زوجك، أو أباكِ، أو أخاكِ، أو غيرهم من المحارِمِ والأرحام، بل قَصَدت بسؤالي: هل تفكرتِ يومًا وسألتِ نفسكِ كم تُحبين الله -عز وجل- ورسوله ﷺ؟ إنني على ثقة بأن إجابتكِ تنصُّ على محبتكِ لهما أكثر من أمكِ وأبيكِ ونفسكِ، ولكن اعلمي أن مِصداق هذا الحُب هو فِعل كُل ما أمرنا به الله (جل وعلا)، واجتناب كُل ما نهانا عنه، وها نحنُ قد جئناكِ بهذا الكِتاب ليكون لكِ بمنزلة البوصلة التي ستُعيد توجيه عواطِفكِ إلى الله -سبحانه وتعالى- وإلى من أرسله رحمةً للعالمين.
مؤلف كتاب أسعد امرأة في العالم
عائض القرني: هو كاتِبٌ، وداعيةٌ إسلامي سعودي، تخرّج في كُلية أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم حصل على الماجستير في الحديث النبوي، ثم نال درجة الدكتوراه، وبدأ عمله في التدريس للطلاب.
قدّم عديدًا من البرامج التلفزيونية، وله عدد كبير من المؤلفاتِ والكُتُب، ومنها:
لا تحزن.
الإسلام وقضايا العصر.
احفظ الله يحفظك.
سياط القلوب.