المعرفة والتفسير
المعرفة والتفسير
المعارف التي تخص المجتمع البشري تاريخية، ومن ثم فهي تعتمد على الأحكام والتفسيرات، وكل الحقائق تكتسب أهميتها من المعاني التي تكتسبها في التفسير، ومن تلك المعارف المعرفة بالثقافات الأخرى، فهناك حقيقة تنص على أنّ “نابليون” قد عاش وهو إمبراطور فرنسي، لكن الاختلافات في التفسير حول ما إذا كان حاكمًا عظيمًا أو حاكمًا قد جلب كثيرًا من المصائب، فتلك الاختلافات هي الأساس في المادة التاريخية التي نستقي منها المعارف التاريخية، والسؤال هنا: كيف يحدث التفسير؟
التفسير يعتمد على الشخص المفسر، وعلى من يتوجه إليه بالخطاب، وغرضه من هذا التفسير، وعلى لحظته التاريخية التي فسّر فيها هذا التفسير، وبِناءً على هذا، فالمعارف بالثقافات الأخرى تتعرض لعدم الدقة، وتخضع لظروف التفسير، وهذا يجعلنا نشك في إمكانية معرفة تلك الثقافات، فهل بهذا الشكل تستحيل معرفة الثقافات الأخرى؟
لا تستحيل المعرفة، بل هي ممكنة ومستحبة، لكن لهذا الإمكان شرطين:
فالشرط الأول هو ضرورة أن يشعر الباحث بمسؤولية تجاه الثقافة والأشخاص الذي يدرِّس لهم، ولا بد من الإحساس بوجود علاقة اختيارية تربطه بهم.
والشرط الثاني أن يكون الباحث على وعي بأن المعرفة بالمجتمعات على النقيض من المعرفة الطبيعية، فهي تفسيرية بالأساس، تخضع لبعض المؤثرات وهي سياقية بلا شك.
ومعرفة الباحث لتلك المؤثرات والشروط تمكنه من وعيه بذاته وسياقه، ثم بعد ذلك من فهم النص الآخر الذي يخص الثقافات الأخرى في سياقه الذي نشأ فيه.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.