حادثة فيلم الأميرة
حادثة فيلم الأميرة
يمكن لنا أن نرى رؤية الغربي المتحيزة ضد الإسلام وكيف نوقِشَت في الفيلم الذائع الصيت “موت الأميرة” وقت صدوره، الذي تسبب في أزمة دبلوماسية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، فهو بالنسبة إلى السعوديين يمثل إهانة للإسلام وينقل صورة مشوهة عن المجتمع المسلم والعربي.
هذا الفيلم قدم صورة للعالم الإسلامي ليست من صنع مسلم، يشاهدها كل متفرج عادي وهو على الأغلب لم يعرف الشرق والإسلام من قبل، فقد كان كل ما ينقله الفيلم عبارة عن جاذبية خاصة بما يحمله من حديث عن الجنس والحدود الشرعية وهمجية المسلمين، صورة مقدمة إلى الغربي عن الإسلام كما يحب أن يراها.
والفيلم وما يمثله من المنتجات الغربية، له سلطة ثقافية وتأثير في مَن يُعرَض عليهم، وقد وقع السعوديون أسرى لتلك السلطة، ولم يفهموا ما يتعرضون له، ولم ينفع المال هنا أو النفوذ، وعجزوا عن تقديم صورة تناقض ما جاء به الفيلم، وما اكتفوا به هو الاحتجاج والاعتراض، كما كانت المناقشات حول الفيلم ساذجة تافهة مثل الفيلم تمامًا، ولم تكن مثل تلك المناقشات الكبيرة التي دارت حول أفلام أخرى لها وزنها الثقافي الجماهيري.
ولهذا الفيلم أهمية خاصة أخرى، إذ مكننا من رؤية ما دار حوله، وما يضمره الجهاز الأمريكي والأوساط الفكرية والثقافية تجاه المسلمين والمجتمعات العربية، فقد حفلت بالإهانات المباشرة، وعرض قصص هزلية تعكس صورة المسلمين التي تتسم بالعنصرية والإهانات.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.