المعوقات الداخلية والخارجية للحقيقة
المعوقات الداخلية والخارجية للحقيقة
يوجد نوعان من المعوقات التي تقف في طريق وصولنا إلى الحقيقة: النوع الأول هو المُعوقات الداخلية التي نتسبب نحن فيها، فقد نتغاضى عن رؤية الحقيقة عن عمد، ونكذب على أنفسنا عندما لا نرغب في رؤيتها، ولتغيير ذلك عليك بالتصرف كأنك تراجع المعلومات من أجل شخص آخر، وألا تسمح للأفكار الحالمة بأن تُعميك عن رؤية الحقيقة.
تمر الحقيقة عبر مُرَشِّح يتكون من تحيزاتنا ومعتقداتنا وآرائنا، ولهذا تصل إلينا مُشوشة، فمثلًا إذا نشأت على احترام السلطة وَتَعَلَّمْت عدم مُساءلة أي شخصیة في موضع مسؤولیة، فإن هذه المعتقدات ستكبح قدرتك على أن تكون مَوْضُوعِيًّا بالنسبة إلى المعلومات التي تأتیك من شخص ذي سلطة.
بجانب ذلك، تلعب العواطف دورًا كبيرًا في تشويه الحقائق، وبخاصة مشاعر الذنب والكبرياء والخوف والحب، وإن تصرفت تحت ضغط واحد من تلك المشاعر فستكون أحكامك مُشوشة، ولتغيير ذلك عليك بالنظر والاستماع بموضوعية، وتعليق مشاعرك مؤقتًا حتى تُدرك الحقيقة.
أما النوع الثاني من المعوقات فيضُم المُعوقات الخارجية التي تُفرض علينا من قِبل الخبراء، وتؤثر في حُكمنا على الأمور، فمثلًا يلجأ الشخص الذي يبيع شيئًا ما إلى التركيز أولًا على شيء مشترك بينك وبينه قبل عرض مُنتجه، إذ نميل جميعًا إلى أن نثق ونتأثر بالأشخاص الذين يُشبهوننا.
كما عليك بحذر الشخص الذي يُبادر بتقديم الهدايا قبل أن يطلب منك شيءًا ما كالتبرع لمنظمة معينة، إذ يستغل هذا الشخص شعورنا البشري بالانزعاج من الحصول على شيء ما وعدم تقديم شيء مقابله، لذا تأكد قبل أن تُلبي طلب شخص ما أنك لا تفعله بدافع الإحساس بالواجب.
وأخيرًا قد يُعد الشخص مشهدًا ما لكسب ثقتك ثم يحاول استغلال هذه الثقة، كأن ينصحك بائع بألا تشتري منتجًا معينًا من عنده بسبب عيوب هو يعلمها، وهكذا ستثق به لأنك ستراه غامر بصفقة بيع تُفيده من أجل أن يُخبرك بأمر ما لم تكن لتعرفه، وقد يعرض عليك بعدها منتجًا بضعف ثمن المنتج السابق.
الفكرة من كتاب اكتشف الكاذبين: كيْف تحصل على الحقيقة في 5 دقائق أو أقل خلال أي محادثة أو موقف؟
يُقدم الدكتور دافيد جـ. ليبرمان في كتابه هذا خُلاصة ما تعمله في سنوات عن السلوك البشري والتعاملات الإنسانية، وخصوصًا تلك الأمور المُتعلقة بالكذب والخداع وكيفية معرفة الحقيقة، إذ يهدف إلى مُساعدة الأشخاص على مواجهة الأكاذيب واكتشاف الحقيقة التي تقبع خلفها من خلال طرائق وأساليب كثيرة ستجعلك تنظر إلى من حولك بطريقة مختلفة.
مؤلف كتاب اكتشف الكاذبين: كيْف تحصل على الحقيقة في 5 دقائق أو أقل خلال أي محادثة أو موقف؟
ديفيد ج. ليبرمان: مُعالج نفسي ومفكر ومؤلف لكتب عدة، يحمل دكتوراه في الفلسفة، قضى سنوات في البحث في السلوك البشري والعلاقات الشخصية، واستخدم ما تعلّمه في تدريب الآلاف من الأشخاص من أفراد الجيش الأمريكي حتى أكبر المديرين التنفيذيين في العالم، وله عديد من اللقاءات التلفزيونية.
من أعماله:
كيفَ تُغَيِّر تصرفات أي شخص: تِقنِيَّات مُجرَبَة وناجِحَة لإعادة تشكيل تَصرُّفَات أو سُلوك أو مَشَاعِر أو مُعتَقدَات أي شخص.
كيف تُؤَثِّر في الآخرين: تَخَلَّص مِن الشُّعور بالضَّعفِ عبرَ تَطبِيق مُؤثِّرات نَفسيَّة تُمَكِّنَك من السَّيْطَرَة على كُلِّ مَوقِف مُحتَمَل والتَأثيِر عَلَيْه.
معلومات عن المترجم:
سَعيد الحَسَنِية: مُترجم لبناني وُلد عام 1954، درس الأدب الإنجليزي في الجامعة اللبنانية، وعمل في مجال ترجمة الكتب منذ عام 2005، وترجم نحو ثمانين كتابًا إلى اللغة العربية.
من ترجماته:
مباريات الجوع.
الإثنين الأسود.