كيف تُصبح رئيسًا؟
كيف تُصبح رئيسًا؟
تطرقنا إلى الحديث عن العلاقات مع العملاء والمستثمرين والشركاء، ولم نتطرق إلى العلاقة مع الموظفين، يرتكب عديد من الرياديين الجدد الأخطاء نفسها في أثناء التعامل مع الموظفين، الخطأ الأول هو عدم وضع حدود بينهم وبين الموظفين، فيميل بعضهم إلى إقامة علاقة صداقة خارج نطاق العمل، ومن هنا تبدأ العاطفة في التأثير في القرارات، إذ يقع الاختيار على أحد الموظفين لشغل مناصب بغض النظر عن مهارته، ويُتغاضى عن إهمال الآخر أو عدم حاجة الشركة إلى خدماته، والثقة بين الموظفين وصاحب العمل تصبح غير مشروطة، ولا يُدرك أثر هذا إلا بعد اكتشاف اختلاس أحد الموظفين الذين يُعدون من الأصدقاء.
الخطأ الثاني هو أن الرياديين يظنون أنهم إذا أصبحوا رؤساء فهذا يعني أنهم مديرون بالضرورة، أي المسؤولون عن الأعمال المكتبية واتِّخاذ القرارات، وقد يكونون مُدركين بالفعل أنهم لا يمتلكون المهارة اللازمة لذلك وقد يفسدون الأمر، لذا عليهم ألا يتحملوا هذه المسؤولية ويفوضوها إلى أشخاص أمناء يجدون متعةً في التعامل مع أدق التفاصيل، بينما يتولى هؤلاء الرياديون مهامًّا أخرى يُجيدون التعامل معها.
لكن هناك أمر لا يُمكن تفويضه إلى الآخرين وهو خلق ثقافة مراعاة الإنسان داخل الشركة وفرضها على جميع الأقسام، فهذه الثقافة تُسهم في اجتذاب الموهوبين والحفاظ عليهم، وتقوم على ثلاثة محاور أساسيَّة، المحور الأول هو الثقة بين صاحب العمل والموظفين من خلال وضع قوانين توضح ما يُتوقع منهم وما يُتوقع أن يَجْنوه، والمحور الثاني هو التقدير الذي يلقاه الموظفون مقابل خدماتهم، أما المحور الثالث فهو تذكير الموظفين بشكلٍ مستمر بأنهم أعضاء ثمينون، وبأنهم جزء من مجتمع يؤدي دورًا جيدًا في الحياة.
ولهذه الثقافة تأثير ضخم في نجاح الشركة أو فشلها، لأنها تُوجه سلوك الموظفين الذي يؤثر بشكل مُباشر في السلامة الماليَّة للشركة، فالموظف لن يهتم بمصلحة الشركة ويبتكر سُبلًا للسيطرة على الإنفاق إذا لم يكن مُطمئنًّا أن الشركة تهتم به وتُقدره.
الفكرة من كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
“إن الإنسان الذكي يتعلم من أخطائه، أما الحكيم فيتعلم من أخطاء الآخرين”..
انطلاقًا من هذه الحكمة ينقل إلينا هذا الكتاب عددًا من التجارب التي مر بها كثير من أصحاب المشروعات لنستخلص عُصارة خِبراتهم ونتعلم من أخطائهم، فهذا الكتاب لا يُقدم خُطواتٍ تفصيليَّة أو تعليماتٍ يُمكن اتباعها لترسيخ قواعد المشروعات التجاريَّة، بل ينقل نهجًا تفكيريًّا يُمكننا من التعامل مع أوضاعٍ مُختلفة والصمود في الميدان.
مؤلف كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
نورم برودسكي: رجل أعمالٍ أمريكي مُخضرم، أسس أكثر من ثمانية أعمال منها شركة CitiStorage في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، التي باعها عام 2007 مقابل 110 ملايين دولار أمريكي، وفندق Black Gold Suites في مدينة تيوجا بولاية نورث داكوتا الذي يُعد أحدث أعماله، وقد سعى بْرُودِسْكِي إلى تأرِيخ رحلته عبر كتابة عمود “Street Smarts” الخاص بشركته وتأليف كتاب:
Street Smarts: An All-Purpose Tool Kit for Entrepreneurs.
بو بيرلينغهام: مؤلف ومحرر لصالح مجلة Inc، وحاصل على درجة البكالوريوس في الشؤون العامة والدوليَّة من جامعة برينستون عام 1967، وقد عمل محررًا لصالح عددٍ من المجلات، منها: مجلة Ramparts، ومجلة New Times، ومجلة Working Papers، وانضم في أوائل الثمانينيَّات إلى شركة Fidelity Investments شركة الصناديق المُشتركة، حيث عمل مع مديري الصناديق وكبار المديرين التنفيذيين، وشارك في تأسيس المنظمة الدوليَّة PAC / World لقادة الأعمال والمراقبين، كما خدم في التسعينيَّات في مجلس إدارة شركة The Body Shop Inc، الشركة الأمريكيَّة التابعة للشركة الدوليَّة للعناية بالبشرة والشعر، وله مؤلفات عِدَّة، منها:
Small Giants: Companies That Choose to Be Great Instead of Big.
Finish Big: How Great Entrepreneurs Exit Their Companies on Top.