عملاء إلى الأبد
عملاء إلى الأبد
بعد استقطاب العملاء وبناء قاعدة منهم، يظهر تحدٍّ آخر وهو الاحتفاظ بهم، فالعلاقة مع العملاء شأنها شأن أي علاقةٍ أخرى تذبل إن لم تُغذَّ باستمرار، ولضمان ولاء العملاء يجب الحرص على اكتساب بعض العادات، كجمع معلومات عن العملاء قبل عملية البيع، كالمدة التي يرغبون فيها لسداد الفواتير، فهذا يساعد على بناء جسر بين الشركة والعملاء، كما أن في أثناء عملية البيع يُقدر العملاء جهود البائع أو مقدم الخدمة في شرح أسلوب العمل وتوضيح طرائق للتوفير، تُمكنهم من أن يصبحوا مُشترين ومُستهلكين أكثر ذكاءً.
كذلك يحبون الحصول على القدر نفسه من الاهتمام الذي يحصل عليه العملاء المُحتملون بعد عملية البيع، وذلك من خلال التواصل للاستفسار عن مستوى الخدمة وتلقي بعض الاقتراحات، ولأن العالم ليس مثاليًّا، قد تحدث بعض الأخطاء ولا يترك العملاء الشركة بسبب هذه الأخطاء، بل بسبب طريقة التعامل الخاطئة معها، فبدلًا من الإنكار أو التبرير، لا بد من إزالة الضرر الناتج عنها أولًا، ثم تحليل الموقف والبحث عن أسباب وقوعها لاتخاذ إجراءاتٍ وقائية، والخطوة الأهم هي تقديم الاعتذار إلى العملاء وتوضيح السبب الحقيقي والإجراءات التي سوف تُتخذ لعدم تكرار الوقوع فيها مرة أخرى.
باتباع هذه العادات تكتسب الشركة ثقة العملاء وولاءهم، لكنها قد تخسر هذا الولاء فجأة بسبب الوقوع في خطأ من هذه الأخطاء، الخطأ الأول: رفع الأسعار بنسبةٍ كبيرة بشكلٍ مفاجئ، فقد تتجنَّب بعض الشركات رفع الأسعار تدريجيًّا لمدةٍ طويلة، وبسبب عدم مراقبة الأرقام والتنبؤ بنسب المبيعات المستقبليَّة، يكتشفون بعد فترة طويلة أنهم كانوا يُعرضون أنفسهم لخسائر فادحة، فيضطرون إلى رفع الأسعار بنسبٍ كبيرة فيغضب العملاء. والخطأ الثاني: التمسك بالقوانين السيئة، فالحرص الشديد على تجنُّب المشكلات قد يولد تلك القوانين، وعلى الرغم من الشكوى المُتكررة لا يحب شخص أن يُبطل قانونًا وضعه بنفسه، لكنه عاجلًا أم آجلًا سوف يضطر إلى فعل ذلك، ويُفضل أن يُبطله عاجلًا وليس آجلًا.
الفكرة من كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
“إن الإنسان الذكي يتعلم من أخطائه، أما الحكيم فيتعلم من أخطاء الآخرين”..
انطلاقًا من هذه الحكمة ينقل إلينا هذا الكتاب عددًا من التجارب التي مر بها كثير من أصحاب المشروعات لنستخلص عُصارة خِبراتهم ونتعلم من أخطائهم، فهذا الكتاب لا يُقدم خُطواتٍ تفصيليَّة أو تعليماتٍ يُمكن اتباعها لترسيخ قواعد المشروعات التجاريَّة، بل ينقل نهجًا تفكيريًّا يُمكننا من التعامل مع أوضاعٍ مُختلفة والصمود في الميدان.
مؤلف كتاب البراعة في تأسيس المشاريع الرياديَّة وإدارتها
نورم برودسكي: رجل أعمالٍ أمريكي مُخضرم، أسس أكثر من ثمانية أعمال منها شركة CitiStorage في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، التي باعها عام 2007 مقابل 110 ملايين دولار أمريكي، وفندق Black Gold Suites في مدينة تيوجا بولاية نورث داكوتا الذي يُعد أحدث أعماله، وقد سعى بْرُودِسْكِي إلى تأرِيخ رحلته عبر كتابة عمود “Street Smarts” الخاص بشركته وتأليف كتاب:
Street Smarts: An All-Purpose Tool Kit for Entrepreneurs.
بو بيرلينغهام: مؤلف ومحرر لصالح مجلة Inc، وحاصل على درجة البكالوريوس في الشؤون العامة والدوليَّة من جامعة برينستون عام 1967، وقد عمل محررًا لصالح عددٍ من المجلات، منها: مجلة Ramparts، ومجلة New Times، ومجلة Working Papers، وانضم في أوائل الثمانينيَّات إلى شركة Fidelity Investments شركة الصناديق المُشتركة، حيث عمل مع مديري الصناديق وكبار المديرين التنفيذيين، وشارك في تأسيس المنظمة الدوليَّة PAC / World لقادة الأعمال والمراقبين، كما خدم في التسعينيَّات في مجلس إدارة شركة The Body Shop Inc، الشركة الأمريكيَّة التابعة للشركة الدوليَّة للعناية بالبشرة والشعر، وله مؤلفات عِدَّة، منها:
Small Giants: Companies That Choose to Be Great Instead of Big.
Finish Big: How Great Entrepreneurs Exit Their Companies on Top.