تأثير الهالة
تأثير الهالة
توجد مشكلةٌ محوريةٌ تعوق عملية التفكيرِ بشكلٍ صحيح في القضايا التي تتعلق بعالم الأعمال، وتتمثل هذه المشكلة في وقوع كثير من الدراسات التي تتناول أداء الشركات في فخ تأثير الهالة، واستنتاج مجموعةٍ من النتائج التي تضلل المديرين والمهتمين بعالم إدارة الأعمال.
ويطلق مفهوم تأثير الهالة على ميل الأشخاص إلى استنتاج مجموعةٍ من السمات المحددة حول قضيةٍ ما، انطلاقًًا من الانطباع العام لديهم، نتيجة الميل البشري إلى تخمين الأشياء التي يصعب تقديرها بشكلٍ مباشر.
فعند رؤية الأشخاص لشخصٍ حسن الهيئة يميلون إلى الاعتقاد بأنه يمكنه التعامل مع الآخرين بشكلٍ جيد، رغم عدم تعاملهم المباشر مع هذا الشخص، وعند رؤيتهم لشخص غير متسق الهيئة يميلون إلى اعتقاد العكس.
وعندما تصدر إحدى العلامات التجارية الشهيرة منتجًا جديدًا في الأسواق، يميل عملاء الشركة إلى الاعتقاد بأن هذا المنتج عالي الجودة، رغم عدم تجربتهم لهذا المنتج بعد وعدم اختباره بشكلٍ كافٍ في الأسواق، بينما عندما تصدر إحدى العلامات التجارية المنافسة منتجًا جديدًا في الأسواق يميل هؤلاء العملاء إلى اعتقاد العكس.
ويظهر أثر تأثير الهالة بنسبةٍ كبيرةٍ في الدراسات التي تتناول أداء الشركات في عالم إدارة الأعمال، فبينما تسجل التقارير المالية أهم المؤشرات التي تعبر عن الأداء العام للشركة، يستنتج عديد من الخبراء في عالم الأعمال بناءً على هذه التقارير التي تتعلق بالأداء المالي فقط سمات أخرى لم تتناولها هذه الدراسات بالبحث، كطبيعة ثقافة الشركة، والقيادة بداخلها، ودرجة كفاءة الموظفين العاملين بها.
وعندما يرتفع معدل أداء الشركة تُستنتَجُ مجموعة من السمات الجيدة، كتمتع الشركة بالقيادة الرشيدة، والثقافة المتماسكة، والموظفين الأكْفَاء، وعندما ينخفض معدل أداء الشركة نفسها بعد مجموعةٍ من السنوات يُستنتَج عكس هذه الأمور بكل بساطة، رغم أنه ربما تكون ثقافة الشركة كما هي، والقيادة لم تتغير، والموظفون هم أنفسهم.
وهذا الفُصام في التعامل مع الشيء نفسه نتيجة وقوع كثير من الدراسات في عالم الأعمال في فخ تأثير الهالة، فعن طريق معرفة هذه الدراسات بأداء الشركة خلال السنوات الماضية، تُستنتَج مجموعة من السمات الأخرى لم تتناولها الدراسات بالبحث، لكنها تلائم معدل الأداء الذي حققته هذه الشركة.
الفكرة من كتاب تأثير الهالة.. وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال
ينجذب المديرون في عالم الأعمال تحت ضغط تحقيق مزيدٍ من الأرباح إلى الكتب التي تزعم كشف أسرار النجاح في عالم الأعمال، ورغم أنه من الصعب في معظم الأحيان معرفة الأسباب الدقيقة وراء نجاح بعض الشركات وفشل بعضها الآخر؛ نتيجة كثرة العوامل التي تؤثر في أداء الشركات بصورةٍ أو بأخرى، فإن عديدًا من كتب الأعمال تدعي معرفة الأسباب الدقيقة وراء هذا النجاح، وتحتل هذه الكتب قمة الكتب الأكثر مبيعًًا وشهرة.
وعلى الرغم من جميع المزاعم التي تدعيها هذه الكتب، التي من أبرزها الالتزام بالدقة العلمية، فإن القليل منها فقط هو ما يقدم إجاباتٍ حقيقية يمكن الاعتماد عليها نتيجة وقوع الدراسات التي تعتمد عليها هذه الكتب في كثير من الأوهام المضللة.
يحتوي هذا الكتاب على التعريف بهذه الأوهام المضللة، التي تجعل المهتمين بعالم الأعمال يعتقدون بعديد من الأحكام غير الدقيقة حول الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدل أداء الشركات.
مؤلف كتاب تأثير الهالة.. وثمانية أوهام أخرى تضلل المديرين في عالم الأعمال
فيل روزنتسفيغ : درس روز الاقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا، ثم نال شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، وعمل أستاذًًا في كلية هارفارد للأعمال لمدة ست سنوات، ثم عمل بعد ذلك أستاذًًا في المعهد الدولي للتطوير الإداري الموجود في سويسرا، له عديد من الخبرات في التعامل والتعاون مع الشركات الرائدة المتعددة الجنسيات في مسائل وضع الاستراتيجيات والتنظيم.
من مؤلفاته:
Left Brain, Right Stuff: How Leaders Make Winning Decisions.