جذور الإعاقات الفكرية
جذور الإعاقات الفكرية
إن للإعاقات الفكرية مفاهيم مختلفة كل مفهوم حسب مجال مُعرّفها وخبرته، فيوجد التعريف الطبي، والتعريف السيكومتري، وتعريف الجمعية الأمريكية للإعاقة الفكرية، والتعريفات السلوكية والتربوية. التعريف الطبي يتعامل فيه المجال الطبي مع الإعاقة الفكرية على أنها خلل عصبي بسبب عدم اكتمال دماغي يؤدي إلى خلل فكري، وتقر الجمعية الفكرية للطب النفسي بوجود إعاقة فكرية حقيقية في حالة وجود نسبة ذكاء فردية تمثل 70% أو أقل، وضعف قدرة الفرد على الاندماج مع محيطه، على أن يحدث هذا كله خلال مدة النمو، أي قبل 18 عامًا.
بينما يرى التعريفُ السيكومتري المتخلفين فكريًّا هم من يملكون نسب ذكاء أقل من 75% وذلك حسب مقياس الذكاء (IQ)، وفي عام 1973م استعمل العالمان “لُويس تِيرمان وميرل | Merrill” مقياس “بينيه | Binet” للذكاء ووجدا أن 6,5% من الحالات تتراوح نسبة ذكائهم من 70 إلى 79% وقالوا إنهم على حدود التخلف الفكري، في حين أن نحو 63,2% تمثل نسب ذكائهم 69% فما فوق، وصنفوهم متخلفين فكريًّا.
أما التعريف الاجتماعي فيتمثل في عدم قدرة الفرد على الانخراط في المجتمع والتكيف مع مواقفه وفشله في أداء المهام الاجتماعية. ويعد تعريف الجمعية الأمريكية للإعاقة الفكرية | AAMR تعريفًا شاملًا لكل التعريفات السابقة، إضافة إلى وجود قصور في مظهرين أو أكثر من مظاهر السلوك التكيفي من مهارات الحياة اليومية والاجتماعية.
في حين أن التعريفات السلوكية تعتمد على تقييم سلوك الفرد عمومًا، وحصره “جروسمان | Grossman” في ثلاث نقاط رئيسة هي: أداء فكري وظيفي تحت المتوسط، ومشكلات السلوك التكيفي، ويحدث هذا خلال مدة النمو والتكوين من 16 إلى 18 عامًا. بينما أعاد العلماء أصل التعريفات التربوية إلى أسباب تعليمية، إذ لا يستطيع مصابها مواكبة الخطط التعليمية ومسايرة برامجها، ووصفوه بـ”بطيء التعلم”، ولكنه قد يكون متفاعلًا مع برامج تعليمية أخرى خاصة ويسمى حينها “قابلًا للتعلم”.
الفكرة من كتاب متلازمات الإعاقة الفكرية.. الأسباب – التشخيص – العلاج
أصبحت الإعاقات الفكرية اليوم مشكلة حتمية لا يمكن إهمالها، لأن مصابيها -رغم كل شيء- بشر ولهم حق التعايش، لذلك لا بد من توعية العالم باختلافهم وضرورة احترامه، ولا يكون هذا إلا بفهم ميكانيكية الإعاقة والطريقة التي تؤثر بها في الصحة والتفكير والسلوك، فيتضح المبهم، ويغدو اللغز مفسرًا، والإجابات منطقية بلا تماهي.
مؤلف كتاب متلازمات الإعاقة الفكرية.. الأسباب – التشخيص – العلاج
عفاف إسماعيل خير الله: أستاذة مساعدة في علم النفس وطبيبة مختصة في المجالات النفسية والفكرية، لها مقالات شهيرة في مجلة الإرشاد النفسي، من أهم أعمالها:
مهارات السلوك التكيفي.
علم نفس النمو لذوي الاحتياجات الخاصة.