المستخدم الساذَج
المستخدم الساذَج
أنشأت الولايات المتحدة عام 2000م مكتب تلقي شكاوى جرائم الإنترنت المعروف اختصارًا بـIC3 تابعًا لمكتب التحقيقات الفيدرالية، وقد سجل المكتب خلال 4 سنوات 5.4 مليون شكوى سواء ممن يقعون ضحايا لجرائم الإنترنت أو من يتعرضون للتهديد والابتزاز، وقد بلغت قيمة الخسائر الناتجة عن الجرائم نحو 5.7 مليارات دولار.
وقد أظهرت النسب أن الأجيال الجديدة تتعرض للجرائم الرقمية بصورة أقل من أجدادهم، فهم على دراية بأساليب الجرائم والاحتيال الرقمي أكثر ممن تخطوا سن الـ60 عامًا.
ونتيجة لأن الجرائم صارت تحدث على الإنترنت وجب وضع قوانين تحمي المستخدم، وفي مصر وُضِعَ قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات وحماية البيانات الشخصية في المادة 25، ووَضَعَ القانون غرامة مالية تبدأ من 200 ألف جنيه ولا تتجاوز المليون جنيه والحبس سنتين لمن ينشر صورًا أو أخبارًا تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة، كما يعترف القانون بالأدلة الرقمية ويتعامل معها كالأدلة المادية، إذ يمكن استخدام الحسابات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي دليلًا لك أو عليك.
ومما ينبغي لك أن تعلمه أن نشر صور أصدقائك على وسائل التواصل الاجتماعي دون أخذ الإذن منهم يوقعك تحت طائلة القانون في حالة اشتكاء الصديق في مركز حماية البيانات الشخصية.
وبالرغم من أن القوانين الموضوعة رادعة عن الجرائم الرقمية، فالانتهاكات الرقمية لن تتوقف خصوصًا مع تزايد أعداد المستخدمين وانتشار الاقتصاد الرقمي، فالقوانين لن تمنع الجرائم، ولكنها ستؤدي إلى التقليل منها خوفَ العقوبات، فالمستخدم الساذَج الذي يثق بالشركات والأنظمة أكثر من ثقته بأهله، ويضع بياناته وما يفكر فيه بشكل مكثف على وسائل التواصل أو يخزنها على أحد المنصات، هو من سيقع فريسة هذه الجرائم.
وخصوصًا أن أشهر أساليب الاختراق هو phishing، ويتم استدراجك للإدلاء ببياناتك الهامة في أحد المواقع لأي سبب كان، كأن يخبرك بأنك فزت بجائزة مالية كبيرة، وبعد أن تُدلي بياناتك يختفي الموقع ويتم إجراء عمليات بيع أو شراء من خلال حسابك.
الفكرة من كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
اليوم في عصر الإنترنت بات من الضروري أن نعرف ما سيكون عليه المستقبل والوظائف التي سيزيد الطلب عليها، وكذلك الأنواع المستحدثة من الإرهاب والجرائم التي تُنفذ من خلال الإنترنت لنحمي أنفسنا منها، كما صار من المهم أن نقف مع أنفسنا ونذكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وعيوبها، ونحدد هل حقًّا نحن مستعدون للوجود عليها بالرغم من كل الأضرار التي تُصيبنا أم علينا أن نزيلها فورًا؟
يأخذنا الكاتب في جولة لمعرفة هذه الأمور التي تدور في عقولنا، وذلك لزيادة الوعي الرقمي لدينا، ولنعيش مع التكنولوجيا في حالة من التوازن.
مؤلف كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء”.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات”.