الهجوم الإلكتروني
الهجوم الإلكتروني
هل فكرت يومًا كم تساوي بياناتك في الويب المظلم؟ في عصر المعلومات، البيانات هي بترول العصر، وخصوصًا تلك البيانات المتعلقة بك، فحتى البيانات التي قد تراها عادية، كأين ذهبت أمس أو نوع هاتفك وفريقك المفضل، يمكن أن تُستخدَم لأغراض بعضها بريء كتحقيق مبيعات أفضل من خلال تحليل بياناتك لتحديد احتياجاتك، وتوفير الخيارات الأقرب لك، وهنا الجميع رابح، أما في حالة أن تُستخدَم بياناتك للإضرار بك وبوطنك فهنا تَكمن الخطورة، وقد حدث هذا مرات لا تحصى.
وتعتبر أشهر حالات الهجوم الإلكتروني ما حدث في إستونيا نتيجة بعض الخلافات مع روسيا حول مكان وضع تمثال لأحد أبطال الحرب العالمية الثانية، وقد أدى الهجوم إلى تعطيل المواقع الإلكترونية لعديد من المؤسسات الحكومية والبنوك وشركات الأعمال، كما أحدث شللًا تامًّا في الخدمات نتيجة استخدام أسلوب تعطيل الخدمة Denial of service attack الذي يعمل على إرسال ملايين من طلبات الاتصال إلى النظام الإلكتروني مما يُصيبه بالشلل التام.
ومن المثير للاهتمام معرفة أن الهجوم الذي يهدف إلى تعطيل الخدمة يتم التعاقد عليه من خلال الويب المظلم بمقابل لا يزيد على 10 جنيهات إسترلينية ويستغرق 300 ثانية، ويتم في بعض الأحيان عمل عروض لتنفيذ هجوم يستغرق ثلاث ساعات مقابل 60 جنيهًا إسترلينيًّا فقط.
كما أن الهجمات الإلكترونية لا تقتصر على الهواتف الشخصية أو أنظمة المؤسسات، بل تصيب المُنشآت الطبية كما حدث في ولاية تكساس، إذ أصاب فيروس الفدية أكثر من 20 مركز بيانات و400 عيادة طبيب أسنان في شهر، وحدث الشيء نفسه في ولاية نيوجيرسي مما أدى إلى تعطيل الأنظمة الفنية والشبكات وقواعد البيانات، مما دعا المستشفى إلى الاستجابة لطلبات المخترِقين ودفع المبلغ المالي المطلوب لعودة الأنظمة إلى العمل.
ونتيجة كل هذه الهجمات تظهر أهمية الاستثمار في إنشاء أنظمة ذات درجات عالية من التأمين، وألا تنفَق الأموال من أجل استخدام أفضل التقنيات ذات التأمين المنخفض.
الفكرة من كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
اليوم في عصر الإنترنت بات من الضروري أن نعرف ما سيكون عليه المستقبل والوظائف التي سيزيد الطلب عليها، وكذلك الأنواع المستحدثة من الإرهاب والجرائم التي تُنفذ من خلال الإنترنت لنحمي أنفسنا منها، كما صار من المهم أن نقف مع أنفسنا ونذكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وعيوبها، ونحدد هل حقًّا نحن مستعدون للوجود عليها بالرغم من كل الأضرار التي تُصيبنا أم علينا أن نزيلها فورًا؟
يأخذنا الكاتب في جولة لمعرفة هذه الأمور التي تدور في عقولنا، وذلك لزيادة الوعي الرقمي لدينا، ولنعيش مع التكنولوجيا في حالة من التوازن.
مؤلف كتاب صفر واحد: مدخل إلى الوعي الرقم
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء”.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات”.