التحول الرقمي

هل فكرت يومًا في إمكانية رفع دعوى على رئيسك في العمل للمحكمة عن طريق الإنترنت؟
هذه الفكرة لن تحدث في المستقبل، بل عمل عليها المستشار “نبيل عمران” نائب رئيس محكمة النقض في يوليو 2020م حينما قدم مُسَوَّدَةً لعمل مشروع قانون “تُنظم فيه إجراءات الدعاوى إلكترونيًّا أمام المحاكم” ويشمل هذا القانون كُلًّا من الدعاوى المدنية والإدارية وكذلك القضايا الجنائية، فتُرفَع الدعاوى والمستندات الخاصة بالقضية من خلال موقع إلكتروني يُعطي رقمًا سريًّا مشفرًا لكل دعوى وتُصدَر الأحكام النهائية من خلاله، ويعتمد القانون على آليات التوقيع الإلكتروني وتقنيات المؤتمرات المرئية للاستماع للشهود والمرافعات، ويتيح للقاضي استدعاء الأطراف المختلفة إذا دعت الحاجة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن الضروري الإشارة إلى أن القانون يُراعي حالات انقطاع اتصال الإنترنت لأي سبب فيُعطي مهلة لا تزيد على ساعة لاستئناف المحاكمة أو تأجيلها إلى موعد آخر للاستكمال.

ومشروع القانون من الخطوات المحمودة في طريق التحول الرقمي، ومن المؤشرات الجيدة على السير في طريق التحول الرقمي اعتماد المجتمع بدرجة أقل على استخدام النقود التقليدية، إذ نشهد حاليًّا زيادة في استخدام المَحَافِظ الإلكترونية، ففي تقرير 2020م نرى أن عدد المَحَافِظ وصل إلى 4.14 مليون محفظة وعدد المعاملات بها زاد من 9.3 إلى 9.9 مليون معاملة بزيادة تصل إلى 156% في ستة أشهر فقط.

كما نجد نوعًا جيدًا من المعاملات من خلال عملة لا تُصدرها البنوك المركزية وهي البتكوين Bitcoin، التي تخضع لعوامل مختلفة تؤثر في تحديد قيمتها منها: العرض والطلب والإقبال عليها وعددها المتاح، واتفاق شركاء وخدمات متنوعة على شبكة الإنترنت على التعامل بها.

ونتيجة لهذا التحول الرقمي صار لدينا كثير من البيانات والمعلومات التي نحتاج إلى الاستفادة منها، وهنا تظهر أهمية أن نعرف أن الوظيفة المُثلى في المستقبل هي “محلل البيانات” لتحليل هذا الكم الرهيب من المعلومات وإيجاد الرابط بينها، فالمحلل الماهر هو من سيتخذ القرارات المناسبة رغم غياب الدوافع والأسباب عن باقي الناس ممن لا يتعمقون في التحليل.

اليوم في عصر الإنترنت بات من الضروري أن نعرف ما سيكون عليه المستقبل والوظائف التي سيزيد الطلب عليها، وكذلك الأنواع المستحدثة من الإرهاب والجرائم التي تُنفذ من خلال الإنترنت لنحمي أنفسنا منها، كما صار من المهم أن نقف مع أنفسنا ونذكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وعيوبها، ونحدد هل حقًّا نحن مستعدون للوجود عليها بالرغم من كل الأضرار التي تُصيبنا أم علينا أن نزيلها فورًا؟

يأخذنا الكاتب في جولة لمعرفة هذه الأمور التي تدور في عقولنا، وذلك لزيادة الوعي الرقمي لدينا، ولنعيش مع التكنولوجيا في حالة من التوازن.

زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء”.

له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات”.