إنترنت الأشياء، وسمات التحول نحو البيانات الضئيلة
إنترنت الأشياء، وسمات التحول نحو البيانات الضئيلة
برز مصطلح “إنترنت الأشياء” حديثًا، ويُعد أحد أسرع القطاعات التكنولوجية نموًّا، وهو مصطلح يعبر عن تقنية اتصال مختلف الأجهزة المادية بشبكة الإنترنت، مثل: الأدوات الكهربائية، والسيارات، والساعات، وأجهزة الاستشعار.. إلخ، وما يميز هذه التقنية أنها تتيح للإنسان التحرر من المكان، إذ تمكنه من التحكم في الأدوات من أي مكان.
وتظهر تطبيقات إنترنت الأشياء في الأجهزة المنزلية، كما في تطبيق “Good Night Lamp” الذي يتحكم في تشغيل المصابيح الكهربائية، وتطبيق “Nest” المنظم لدرجة حرارة الغرفة، وامتدت تطبيقات إنترنت الأشياء حتى وصلت إلى الساعات الذكية، والملابس الذكية التي تحدد نسبة حرق السعرات الحرارية، وتقيس معدل ضربات القلب.
لذا تهتم كثير من الشركات بتطوير منتجاتها لتكون متاحة للتحكم فيها عن بُعد من خلال الاتصال بالإنترنت، دون الاهتمام بتأمين البيانات المخزنة عليها من الاختراق الخارجي، مما يجعل الوصول إليها من قبل أطراف خارجيين سهلًا.
ويظهر التحدي الحقيقي لإنترنت الأشياء عندما يعتمد الناس على فكرة ربط الأجهزة بعضها ببعض، وعندها يتضخم حجم البيانات نتيجة للزيادة المتوقعة في عدد المستخدمين لتلك التقنية، فمن المتوقع أن تضطر الشركات إلى تجميع البيانات في مراكز صغيرة يمكن من خلالها معالجة هذا الكم الهائل من البيانات.
ويصف مفهوم “البيانات الضخمة Big Data” البيانات التي يستعصي تخزينها أو معالجتها بإحدى الأدوات المعتادة لإدارة البيانات لضخامتها أو لتعقيدها، فموقع “فيسبوك” مثلًا يمتلك ما يعادل 500 تيرابايت من البيانات، وهي كمية ضخمة جدًّا، تتطلب إدارتها أدوات خاصة للاستفادة منها في تطوير أداء الخدمات والإعلانات، وفهم احتياجات الفرد بشكل أدق.
وقد تكون إحدى سمات التحول إلى “مُجتمع ما بعد المعلومات” هي الانتقال من مرحلة البيانات الضخمة إلى مرحلة البيانات الضئيلة “Tiny Data”، حيث الوصول إلى المعلومات بسرعة وسهولة من خلال استنباطها من عملية تحليل البيانات العملاقة التي ستؤثر في فهم المستقبل بشكل أكثر دقة.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.