التحول نحو مُجتمع الذكاء الاصطناعي
التحول نحو مُجتمع الذكاء الاصطناعي
ظهر مصطلح “مجتمع المعلومات” لأول مرة في اليابان في كتاب بعنوان “مقدمة لمجتمع المعلومات” -الصادر في عام 1968 للكاتبين “يونيني ماسودا وكونيشي كوهوياما”- وكان المفهوم يصف التغيرات الاقتصادية والاجتماعية السريعة الناتجة عن التحديثات التي طرأت على المجتمعات بعد الثورة الصناعية من نهاية السبعينيات وحتى بداية الثمانينيات، وهو الوقت الذي ظهرت فيه الحاسبات الشخصية، وبدأ فيه إنشاء شبكات بين أجهزة الكمبيوتر، ومنذ منتصف التسعينيات، أصبح المفهوم يصف المجتمع الذي يوظف المعلومات والاتصالات في أنشطته الاقتصادية والثقافية، وذلك عندما ظهرت أدوات التواصل ووسائل تبادل المعلومات من خلال الإنترنت.
ويرى الخبراء أن ذلك الاعتماد المتزايد على الإنترنت في مختلف المجالات يشير بقوة إلى أننا على أعتاب عصر جديد يُعد فيه الإنترنت أو النطاق الخامس Fifth Domain هو العمود الفقري، ومن ثم فإن العالم على وشك الانتقال من مرحلة “مجتمع المعلومات” إلى مرحلة “مجتمع ما بعد المعلومات” أو “مجتمع الذكاء الاصطناعي”.
وبالنظر إلى نتائج التحول إلى “مجتمع ما بعد المعلومات”، سنشهد مجموعة من الخصائص تميزه من المجتمعات السابقة له، ومن أبرزها: خلق فرص أكبر للدول القادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة للتأثير في العلاقات الدولية التي ظلت حِكرًا لسنوات على الدول التي تمتلك مساحات جغرافية واسعة وتعدادًا سكانيًّا ضخمًا، هذا بالإضافة إلى التحديات التي ستفرض على الحكومات لتكون أكثر ذكاءً في تقديم خدماتها إلى الأفراد، وأكثر قدرة على حماية حدودها من التهديدات التي ستطرحها التطورات التكنولوجية.
ومع زيادة اعتماد الأفراد على التقنيات والتطبيقات الذكية، زاد معدل البيانات الشخصية التي تجمعها شركات تكنولوجيا المعلومات عن الأفراد عبر الإنترنت، مثل: فيسبوك، وجوجل، ومايكروسوفت وغيرها، وجمع هذه البيانات ضروري من أجل تحسين الخدمات للعملاء، وهذا من شأنه أن يضع المعلومات في مقدمة أسباب الصراع بين تلك الشركات وبين الدول وبخاصة النامية منها في مجتمع الذكاء الاصطناعي.
الفكرة من كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
يشهد العالم تغيرًا تقنيًّا جديدًا بقيادة الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وسلاسل الكتل، والعملات الافتراضية، والطابعات الثلاثية الأبعاد وعديد من التقنيات الأخرى التي تبشر بقدوم الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع جديد يمكن أن نطلق عليه اسم “مُجتمع الذكاء الاصطناعي” أو “مُجتمع ما بعد المعلومات”، وستندمج فيه الآلة مع عقل الإنسان، وسيكون “الإنترنت” عموده الفقري.
ومع بزوغ فجر المُجتمع الجديد، سيكون مصير البشرية موضع تساؤل.. كيف سيبدو المستقبل في ظل هذه التقنيات؟ وما الآثار المترتبة على زيادة الاعتماد على هذه التقنيات على المستوى الوطني والأمني؟ وكيف أثرت هذه التقنيات الجديدة في إعادة صياغة مفاهيم القوة والحرب والردع في العلاقات الدولية؟ وغيرها من الأسئلة التي يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب مُجتمع ما بعد المعلومات: تأثير الثورة الصناعية الرابعة على الأمن القومي
إيهاب خليفة: هو رئيس قسم التطورات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبو ظبي، وباحث دكتوراه في إدارة المدن الذكية، وباحث سابق بمجلس الوزراء المصري.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 2009م، ونُشر له عديد من الأبحاث العلمية باللغتين العربية والإنجليزية، حول الحروب السيبرانية، والتهديدات والتحديات الناجمة عن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
نُشر له كتابان آخران هما:
القوة الإلكترونية، كيف يمكن للدول أن تدير شؤونها في عصر الإنترنت؟
حروب مواقع التواصل الاجتماعي.