المستقبل للأجهزة
المستقبل للأجهزة
كانت بداية تمثيل البيانات على شبكة الإنترنت على شكل صفحات، أقصى ما يمكنها عمله هو الوصول إلى صفحات أخرى وهذا ما يعرف بـ”ويب 1″، وبعدها انتقلنا إلى “ويب 2” حيث انقسمت شبكة الإنترنت إلى مجموعة من التطبيقات المنفصلة التي تُدار داخليًّا بنظام “ويب 1″، وكانت هناك مساحة اتصال ضيقة جدًّا بين هذه التطبيقات، وهذا ما دعا إلى وجود “ويب 3″ أو ما يُعرف بـ”الويب الدلالي” الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن هنا خرجنا من مرحلة الاعتماد على الصفحات أو التطبيقات فصارت البيانات هي الأصل، تُحدَّث البيانات مرة واحدة وبعدها يمكن استخدامها في آلاف الصفحات، وهذا ما يوفر الوقت والجهد، ويُنتج عددًا لا نهائيًّا من الصفحات التي نراها كل يوم في أثناء تصفحنا.
فـ”ويب 3″ يتعلم، ويمكنه التعرف عليك وعلى مزاجك وما تحتاج إليه، وقد يقترح عليك في المستقبل أن تشاهد فيلمًا تاريخيًّا أو ألا تشتري ملابس زرقاء لأنها غير مناسبة لك.
وقد تمثلت أولى المحاولات لإجراء حديث بيننا وبين الآلة من خلال تطبيق إليزا الذي أُنشئ بين عام 1964م وعام 1966م، وتتمثل فكرة التطبيق في عمل محاكاة حوار من خلال التعرف على الكلمات التي نقولها وإعادة توجيه أسئلة، مما يُعطي إحساسًا بأنه يفهم ما نقول، والآن قد وصلنا إلى درجة متقدمة من هذه الرغبة بنوع جديد من البرامج وهو “Chatbots”، ولكن الاختلاف هنا هو وجود قاعدة كبيرة من المواقف والجمل والردود التي يمكن أن تستخدمها الخوارزميات لإعطاء ردود أكثر طبيعية وإفادة.
كل هذه الأشياء التي حدثت بفضل الذكاء الاصطناعي تبدو رائعة، ولكن ماذا إذا تحولت لعبة حرب الروبوتات إلى حقيقة؟
الذكاء الاصطناعي لم يُطور الويب أو يجرِ معنا حديثًا فقط، بل إنه يُطل على ساحات الحروب وبقوة، فقد استثمرت الولايات المتحدة الأمريكية في الروبوت أطلس ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار لتطويره، فهو قادر على فتح الصمامات اليدوية وإغلاقها، وفتح الأبواب والسير على الأنقاض دون مجازفة، كما أن بعض الروبوتات تُزوَّد بقاذفة قنابل 40 ملم أو قاذفة صواريخ حارقة، كل هذا يمثل خطرًا علينا، فمتى استطاعت الروبوتات اتخاذ القرار بصورة كاملة دون حاجة إلى تدخل بشري، يمكن عندها أن يحدث خلل في برمجتها يخرجها عن صوابها فتَلقى البشرية حتفها.د
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
إن الهدف من الذكاء الاصطناعي أن يجعل حياتنا سهلة كأن يقرأ لنا كتابًا أو مقالًا أو يُلخصه، وأن يتوقع لنا مستقبل الأمراض بِناءً على تحليل البيانات المتاحة حاليًّا، ويتنبأ بالكوارث الطبيعية، وغيرها من الأمور المذهلة، ولكن هل حقًّا كل ما ينتج عن الذكاء الاصطناعي جيد أم هناك جانب مظلم ينبغي لنا أن نحذره؟
من خلال هذا الكتاب سنتعرف معًا الجوانب الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات
زياد عبد التواب: مساعد الأمين العام لنظم المعلومات والتحول الرقمي بجمهورية مصر العربية، حاصل على ماجستير في تكنولوجيا المعلومات وإدارة الأعمال من جامعة ميدلسيكس في المملكة المتحدة، لديه خبرة تزيد على 28 عامًا في مجال تصميم وإدارة الشبكات وأنظمة المعلومات، وحلول التحول الرقمي، وقد شغل عدة مناصب في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.
له عدد من المقالات الفنية المتخصصة في مجلة الهلال، ومجلة المصور، ومجلة الديمقراطية، ومجلة لغة العصر، وجريدة روز اليوسف، كما ألّف كتاب “صفر واحد مدخل إلى الوعي الرقمي”.د