الهوى العابر
الهوى العابر
بعض العلاقات تبدأ بالطريقة الخطأ، ومثال هذه الطريقة أن يكون أحد الطرفين خائفًا من إحراج الآخر، نعم.. فهذا يحدث بالفعل، ويتطوّر أحد الأشخاص في علاقة مع أحدهم من باب الخجل غير آبه للمخاطر وللظلم الذي سيقع على مشاعره وعلى مشاعر الطرف الثاني.
وسنجده يردد عبارات من هذا النوع: “لا أريد أن أحرجه”، “سوف يحزن كثيرًا إذا رفضته”، “لا أستطيع أن أوذي مشاعره”، على الرغم من أن هذه المشاعر لا تجدي نفعًا بل إن الرفض الحالي أفضل لمشاعر كلا الطرفين، فالإحراج فخ حقيقي كما أنه يجب عدم إيهام أحدهم بمشاعر مزيفة! سيقول البعض ولكننا وافقنا بكامل إرادتنا ثم اتضح أننا لا نحمل مشاعر حقيقيّة، وهنا يا أصدقاء سوف تكمن المشكلة في عدم تفريقنا بين الهوى العابر والحب الحقيقي، فهناك مشاعر تنتج من الوحدة والفضول والرغبة في التقدير، وهذه المشاعر تحتاج إلى دعم الأهل والأصدقاء وليس إلى رحلة البحث عن شريك حياة، فلا بد أن تفهم مشاعرك وتختار ما يناسبها بحقّ، لأن قرار الحب يحتاج إلى التأمل والتأني.
ومن الفوارق بين الحب الحقيقيّ والهوى العابر أن الهوى العابر يأتي فجأة ربما من أول نظرة، بينما ينمو الحب بالاستمرار غالبًا، وأن الهوى قصير النظر ولا يرى الصورة الكاملة، بينما الحب بعيد النظر يحيط بكل جوانب الشخصية الأخرى، كذلك فالهاوي يريد الشعور في حين أن المحبّ يريد الشخص بكل أوضاعه، ويعيش الهاوي في المثاليات بينما الحب واقعي وحالم في الوقت نفسه، أي أن هناك أحلامًا جميلة ومشاعر ودية في الحبّ، ولكنها لا تتعارض مع المستقبل! لهذا انظر إلى علاقتك ولا تظلم أحدًا معك، فالحب مرن ويزيد مع الأيام، فلا تغامر بقلبك ولا تغامر بقلب شخص آخر! كما أن الحب لا تحكمه القوانين وليس له كتالوج أو توقع لنتائج حتميّة، ولكننا نستطيع أن نحسن الاختيار ونأخذ بالأسباب المقوّمة له منذ البداية التي تتناسب مع ظروف حياتنا، فلن يكون الحب مستقيمًا أبدًا ولن يسير على الوتيرة ذاتها كلّ يوم، بل سيتعرّض لكل الأعاصير.
الفكرة من كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
جميعنا نطمح للوصول إلى الحبّ ونعتبره أولوية في حياتنا، فمهما أنكرنا هذا الشيء سنظل نتمناه!
ولكن ما مفهوم الحب الحقيقي؟ لقد غاب عنّا معنى هذا المصطلح وتأثرنا بكثير من المظاهر حولنا بل أصبحنا نهاب ونخاف العلاقات الزوجية، ونرى أنها عبء أكثر من كونها مصدر دفء في الحياة، ولا أخفي عليكم سرًّا، لا توجد قواعد أساسية ومطلقة للحبّ، ولكن هناك علامات وإشارات وشواهد تساعد على تنظيم الحياة التي نطمح إلى أن نعيشها.
مؤلف كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
حسام مصطفى إبراهيم: كاتب وصحفي ومحرر ومدقق لغوي، تخرج في كلية التربية جامعة المنصورة، وهو عضو اتحاد الكتاب، وصاحب مبادرة اكتب صح لتعليم اللغة العربية منذ 2013، وقد عمل مستشارًا للغة العربية بوزارة البترول سابقًا.
من مؤلفاته: “بتوقيت القاهرة“، و”كتاب التعافي”، و”لولا وجود الحب”.