ثمن العلاقة
ثمن العلاقة
إننا نسعى لتجنّب الألم بشكل كبير، ربما أكثر من سعينا لإيجاد السعادة، لذا نخشى الحبّ أحيانًا لا سيما أن بعض الناس يميلون إلى الخداع والمراوغة! ومما يدل على تجنبنا الكبير للألم هو أننا نعيش على الخيالات الوردية لأننا لا نريد أن نرى الواقع، ولأننا اعتدنا مشاعرنا تجاه الطرف الآخر لذا نخاف ألم خسارتها، فنبدأ بتبرير كل شيء باسم الحبّ سواء كنّا ظالمين أم مظلومين.
وإنّ توقعاتنا هي التي تخذلنا، وهذا ما يجعلنا غير قادرين حتى على الاستمتاع بما في أيدينا مهما كان جميلًا، فالبعض يدخل منظومة الزواج على أساس أنها كلام رومانسي ومعانقة مستمرة وشغف لا يزول ومنشورات على الفيس بوك، ولكن الحقيقة هي أن الزواج يحمل في طيّاته الكثير من المنغصات، ومثله مثل أي شيء في الدنيا، وما إن يلقى الإنسان ذلك سوف يبدأ في الكلام عن الخديعة التي تعرّض لها، بينما هو الذي خدع نفسه وأوهمها منذ البداية ولم يكن واقعيًّا، وتنازل كثيرًا باسم الحب والمشاعر وعاش على سحابة بيضاء ثم اصطدم بالواقع!
وهذا يحصل لأننا لم نفكّر بعقولنا في حقوقنا وواجباتنا ولم نفكّر في الثمن الذي سندفعه والشيء الذي نطمح إلى أن نحصل عليه، ونحن نلقي باللوم على الآخر لأننا نميل إلى الشكوى وإسقاط الأخطاء على غيرنا، ومن ثم تحل النهاية المتوقعة ويحدث جرح عميق في قلب الطرفين، ونعيش بدور المظلومين ولا يفكّر كل طرف كيف ينقذ العلاقة، لأن كل طرف يعتقد بأنه قد هان على الآخر، وهذا يؤكد لنا أن العلاقات مسؤولية، تحتاج إلى التثقيف وليس إلى المسلسلات وكلمات الأغاني والروايات العاطفيّة.
فحتى العلاقات التي نراها ناجحة وباهرة يوجد بها جزء صعب ولكننا نغفل عنه، لأننا لا نرى الصورة الكاملة وهنا تكمن المأساة! فلحظات الضغط والحزن تمر على الجميع، ولكن هناك من يختار أن يساند شريكه وهناك من يختار التخاذل والتذمّر، لذا قبل أن تُقدِمَ على أية علاقة لا بد أن تعرف تكلفتها!
الفكرة من كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
جميعنا نطمح للوصول إلى الحبّ ونعتبره أولوية في حياتنا، فمهما أنكرنا هذا الشيء سنظل نتمناه!
ولكن ما مفهوم الحب الحقيقي؟ لقد غاب عنّا معنى هذا المصطلح وتأثرنا بكثير من المظاهر حولنا بل أصبحنا نهاب ونخاف العلاقات الزوجية، ونرى أنها عبء أكثر من كونها مصدر دفء في الحياة، ولا أخفي عليكم سرًّا، لا توجد قواعد أساسية ومطلقة للحبّ، ولكن هناك علامات وإشارات وشواهد تساعد على تنظيم الحياة التي نطمح إلى أن نعيشها.
مؤلف كتاب كتاب الحبّ.. أسئلة العلاقات الشائكة التي لا يجيب عنها أحد!
حسام مصطفى إبراهيم: كاتب وصحفي ومحرر ومدقق لغوي، تخرج في كلية التربية جامعة المنصورة، وهو عضو اتحاد الكتاب، وصاحب مبادرة اكتب صح لتعليم اللغة العربية منذ 2013، وقد عمل مستشارًا للغة العربية بوزارة البترول سابقًا.
من مؤلفاته: “بتوقيت القاهرة“، و”كتاب التعافي”، و”لولا وجود الحب”.