الاستدلال على فكرة فرض الحجاب على المرأة دون الرجل ظلم من الدين.. استكمال للتطبيق
الاستدلال على فكرة فرض الحجاب على المرأة دون الرجل ظلم من الدين.. استكمال للتطبيق
الاستدلال الذي تعتمد عليه الفكرة هو الربط بين فرضية الحجاب وظلم المرأة، وكما نعرف فالنقد للاستدلال يكون بالبحث عن مدى صحة التلازم بينهما، وفي الحقيقة لا يوجد تلازم بين فرضية الحجاب وظلم المرأة، لأن العدل لا يعني المساواة.
فالمساواة أن تعطي مقدارًا مساويًا دون النظر إلى الفروق والواجبات والمسؤوليات، أما العدل ففيه حكمة تلزم بأن يحصل كل طرف على ما يناسبه ويناسب طبيعته وإن اختلف قدر ذلك عن الآخر، فالمرأة بطبيعتها تتمتع بجاذبية أكبر من الرجل، وهي الأكثر احتياجًا إلى الحماية ودفع الأذى، لذلك فُرض عليها الحجاب.
ولو كان مجرد تكليف أحد الجنسين بشيء دون الجنس الآخر ظلمًا، لكان الإسلام ظالمًا للرجل بالتشريعات التي أوجبها عليه دون المرأة من الجهاد والجمعة والنفقة وغيرها، فالتكليف بشيء زائد في جوانب معينة قد يعني الخصوصية ولا يستلزم الظلم.
أما النتيجة التي تقر بها الفكرة التي ننتقدها أن الإسلام يظلم المرأة، وهنا نبدأ في اختبار القاعدة المنطقية “النقيضان لا يجتمعان” ونتساءل إذا كانت هناك نتيجة أخرى مبينة على أدلة أقوى تعارض هذه النتيجة، وبالفعل نجد النتيجة، وهي إكرام المرأة، المبنية على عشرات النصوص القطعية الثبوت والدلالة، فنصل في النهاية بمهارات التفكير الناقد إلى خطأ فكرة ظلم الإسلام للمرأة بفرض الحجاب عليها ورفضها.
الفكرة من كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
في ظل التعرض الكثيف والهجوم المخيف لموجات التشكيك والشبهات والإشكالات التي تعترض عالمنا اليوم وتغزو فكر الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين، فتضعف يقينهم وتطمس هويتهم لتفصلهم عن جذورهم وتجعلهم تابعين، تبرز الحاجة الملحة إلى مهارات التفكير الناقد معرفةً وتعلمًا وإتقانًا حتى يقدر الفرد على تمييز الأفكار، خبيثها من طيبها وخطئها من صوابها، فلا يكون كالريشة في مهب الريح تتلاعب به حيث شاءت.
فبالمنطق والنقد ثم الفطرة السليمة يهتدي الإنسان إلى الحق ويعرف الطريق المستقيم ليتبعه ويمسك بجذوره، فيهنأ بنعيم اليقين والطمأنينة وينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جاء الكتاب من أجله
مؤلف كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
أحمد يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية، ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده منذ الصِّغَر فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وعددًا من المتون في مرحلة مبكرة. تلّقى العلم من بعض العُلماء منهم: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ يحيى بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي.
أنشأ أكاديمية الجيل الصاعد التي تقدم عددًا من البرامج والمسارات التي تهدف إلى تعزيز العقيدة والهوية الإسلامية السليمة والوعي والثقافة للجيل الصاعد.
من مؤلفاته: البناء العقدي للجيل الصاعد، سابغات، كامل الصورة، إلى الجيل الصاعد.