لا تضع بين الأفكار
لا تضع بين الأفكار
عالم اليوم مليء بالنقائض، ويكفي المرء تصفح دقائق معدودة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتعرض لعشرات الأفكار، فلا يعرف إلى أي الفريقين يهتدي، فتلتبس عليه الأمور ويضيع بين الأفكار ويصبح بلا رأي أو وجهةٍ؛ استسهالًا وركونًا.
كان من الممكن أن يتجنب ذلك كله بقدرته على تحليل الأفكار وتقسيمها، فالقسمة لها مفعول السحر دائمًا في زيادة الإدراك والتمكين من الإلمام بجوانب الأمور المختلفة، كما تسهل تصور النقص في كل جزء من أجزاء الفكرة وملاحظته.
وتحليل الأفكار يكون على ثلاثة أجزاء: الدليل، والاستدلال، والنتيجة، وذلك من أهم خطوات التفكير الناقد، فالأدلة هي أمارات الأفكار ودعائمها، والاستدلال عملية الانتقال من مناقشة الدليل وبحثه إلى الإقرار بنتيجة مفادها صحة الفكرة أو بطلانها، وهنا تكون النتيجة.
فإذا بقيت في دائرة المدخلات دون معالجة أو وقوف، وظلت الأفكار تتوارد إليك بلا هوادة في استسلام منك، ستصبح بعد فترة نسخة منها في قولك وفعلك دون وعي منك، وما كنت تشمئز بمجرد سماعه منذ عام سيصبح أمرًا طبيعيًّا وربما مقبولًا اليوم، لأنك لم تقف عليه ولم تتخذ موقفًا منه مذ أتاك، فتعلم أن تواجه الأفكار وأن تحللها وتمر على كل أجزائها بالنقد والتمحيص.
الفكرة من كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
في ظل التعرض الكثيف والهجوم المخيف لموجات التشكيك والشبهات والإشكالات التي تعترض عالمنا اليوم وتغزو فكر الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين، فتضعف يقينهم وتطمس هويتهم لتفصلهم عن جذورهم وتجعلهم تابعين، تبرز الحاجة الملحة إلى مهارات التفكير الناقد معرفةً وتعلمًا وإتقانًا حتى يقدر الفرد على تمييز الأفكار، خبيثها من طيبها وخطئها من صوابها، فلا يكون كالريشة في مهب الريح تتلاعب به حيث شاءت.
فبالمنطق والنقد ثم الفطرة السليمة يهتدي الإنسان إلى الحق ويعرف الطريق المستقيم ليتبعه ويمسك بجذوره، فيهنأ بنعيم اليقين والطمأنينة وينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جاء الكتاب من أجله.
مؤلف كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
أحمد يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية، ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده منذ الصِّغَر فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وعددًا من المتون في مرحلة مبكرة. تلّقى العلم من بعض العُلماء منهم: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ يحيى بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي.
أنشأ أكاديمية الجيل الصاعد التي تقدم عددًا من البرامج والمسارات التي تهدف إلى تعزيز العقيدة والهوية الإسلامية السليمة والوعي والثقافة للجيل الصاعد.
من مؤلفاته: البناء العقدي للجيل الصاعد، سابغات، كامل الصورة، إلى الجيل الصاعد.