تجنّب صراع القوة
تجنّب صراع القوة
لا يتعلم الطفل العنيد من المحاضرات، أو يستعمل العقل والمنطق، ولا يتعلم إذا ساعدته على الخروج من المشكلة عندما يُسيء التصرف، ولكنه يتعلّم حل مشكلاته عندما تتوقف عن محاولة حمايته من عواقب سوء سلوكه، وقد يُعد هذا صعبًا إلا أنه الطريق الوحيد للتواصل معه، لذا يجب ترك الطفل العنيد يواجه العواقب ليعرف أنها أقوى منه، وأن تتعامل معه كأنه ليس ابنك وإنما صديق جاء لزيارتك، فالآباء دائمًا ما يتحدثون مع أصدقاء أبنائهم بصراحة، وينصحونهم بخفه واعتدال، وقد ترى أنه من الصعب أن تبعد نفسك عن التورط عاطفيًّا عندما يقع طفلك في مشكلة، لكن تذكر أنك إذا تدخلت فسوف تُسبب له ضررًا أكثر من النفع، لأنك ستمنع فرص تعلّمه ونموه.
وفي ما بعد سيكتشف طفلك أنه غير قادر على حل مشكلاته، وقد يؤدي هذا إلى شعوره بالعجز وعدم تقدير الذات، ولكن هذا ليس عذرًا لكي تحرم أطفالك الاهتمام الذي يحتاجون إليه، فمشاركتك لن تحسن سلوكه فقط، بل ستجعلك أكثر ارتباطًا بأحب الناس إليك، ومن هنا تظهر إحدى القضايا الكبرى التي نراها بين الآباء وهي رغبتهم في نقل حكمتهم إلى أطفالهم بأسرع طريقة ممكنة، وينسون أن الطريقة الوحيدة الناجحة لاكتساب الحكمة هي المرور بالتجربة والخطأ على مدى مدة زمنية طويلة، فنجد الآباء يطلبون من خبراء التربية أن يساعدوا أطفالهم على تطوير مهارات النجاح، والتغلب على الصعوبات معتقدين أنه وبطريقة سحرية يتم تلقين الطفل هذه المهارات، وببساطة شديدة لست بحاجة إلى اللجوء للسحر، بل يجب أن يجرب الطفل الاحتياج إلى المهارات، وهذا يحدث عندما يجرب الطفل مواقف غير مريحة أو صعبة، ويختار أن يتصرف بطريقة مختلفة في المرة القادمة، ومن الطبيعي أن التجربة والخطأ تؤذي الآباء أكثر مما تؤلم الطفل، فعندما يقع الأطفال من الدراجة نتألم نحن الآباء من الداخل، بينما يعود أولادنا إلى ركوبها ويضحكون ويتعلمون.
وهناك قواعد عدة يمكنك اتباعها لتساعد طفلك العنيد على التحسن، أولى هذه القواعد: عدم إلقاء المحاضرات عندما يُسيء طفلك التصرف، فإلقاء المحاضرات ليس له أي نفع، ولكنه قد يجعل طفلك يعتقد أنه قد ربح الصراع، وأفضل ما يمكنك فعله هو أن تبين عاقبة التصرف الخطأ ثم تصمت، والقاعدة الثانية: هي استخدام عبارات مملة لتجعل طفلك يعلم أنك لن تدخل معه في حوارات وأسئلة سخيفة، فمثلًا أحد التعبيرات المملة المُفضلة لمدربي الأطفال هي: “إنني أفهم” التي تقولها والحزن في صوتك.
الفكرة من كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
يشعر الكثير من الكبار بالغضب والإحباط عند تعاملهم مع الأطفال الذين يتصفون بالعناد والمعارضة مهما كان حبهم لهؤلاء الصغار، لذا يحاول كتابنا تقديم برنامج يوضح كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين، وكبح جماح التحدي لديهم وتشجيعهم على الطاعة، كما ذكر الكاتبان سبب تصرف الأطفال بهذه الطريقة، وسبب فشل الطرائق الأخرى التي يجربها الآباء والتي قد تكون أنت بنفسك قد جربتها، ويجب علينا معرفة أن تحسين هذه الأمور سيأخذ بعضًا من الوقت والطاقة الممزوجين بالحب.
مؤلف كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
راي ليفي: مؤلف، ويعمل أستاذًا للطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو مؤسس في مشروع الأبوة، لتطوير البرامج التي تعلم الآباء مهارات العلاقات الأساسية لتربية أطفال أصحاء، وتثقيف الآباء والمهنيين حول الدور الحاسم الذي يلعبه الآباء في حياة الأطفال، ويعمل بالتدريس وتدريب المهنيين محليًّا ودوليًّا، ومن أهم أعماله:
Attention Deficit Disorder: Workable Solutions.
بيل أوهانلون: مؤلف ومتحدث عام، حاصل على ماجستير في العلوم، ويعد رائدًا مشهورًا عالميًّا في مجالات العلاج النفسي الموجز والتنويم المغناطيسي السريري، وهو المؤسس المشارك للنهج الموجه للحلول، وهي طريقة علاجية تركز على تحديد الاحتمالات غير المحققة مع الاعتراف بالمشكلات العاطفية والسياقية، وألف ما يقرب من 40 كتابًا من أبرزها:
Do One Thing Different: Ten Simple Ways to Change Your Life.
Write Is a Verb: Sit Down, Start Writing, No Excuses.