لا شيء يصلح مع أولئك الأطفال
لا شيء يصلح مع أولئك الأطفال
نقضي معظم عمرنا نتعلّم ونجمع أفكارًا عن كيفية تربية الأطفال، وبالرغم من ذلك فأغلبنا مع الأسف يربون أطفالهم إما بالطريقة التي تربوا عليها وإما العكس تمامًا، لدرجة أنهم لا يرون كيفية مساهمة الطريقتين في مشكلاتهم مع أولادهم، وهذا يظهر بشكل كبير عند تربية طفل عنيد، فعندما تحاول أن تمارس الطرق التقليدية أو القديمة وتحتال على طفلك، يُسهل ذلك من التنبؤ بتصرفاتك، فيتمكن طفلك من التأثير فيك ومناروتك، وبالتأكيد لا يمتلك كل الآباء أو الأطفال الحيل نفسها، ولكن المعظم يستخدمون إحدى هذه الحيل الثماني الشهيرة، وأولى هذه الحيل حيلة الذنب، ففي ما مضى كان الكبار ينجحون في جعل الطفل يشعر بالذنب لعدم أداء واجبه مثلًا، فيُقال له كلام من قبيل: “في أيامنا لم تكن لدينا الفرصة للذهاب إلى المدرسة، بل كان يجب علينا العمل في الحقل”، فيفعل الولد بعد ذلك كل ما يريده الوالد.
أما الأن فأصبح الطفل في الغالب هو من يقود حيلة الذنب، فيلقي الذنوب والأخطاء على أبويه، فقد يقول طفل: “لقد كنتَ يا أبي في العمل طوال اليوم، وكنتُ وحيدًا، وأريد أن أستأجر لعبة الفيديو الآن”، فيستأجر الأب لعبة الفيديو، ويفعل كل ما يريده ولده، والأطفال العنيدون خبراء في استخدام هذه الحيلة، وقد يستخدم طفلك أيضًا حيلة الانتحاب والبكاء؛ يرفع فيها صوته إلى أعلى مستوى ممكن للحصول على ما يريد، فيستسلم الكبار ليحصلوا على الهدوء، أو قد يستخدم طفلك حيلة المساومة، فيستخدم طفلك استراتيجيات التفاوض للحصول على مبتغاه، فيعرض عليك طفلك مثلًا أن يلعب شوطًا إضافيًّا مقابل عمل الواجب، فتقبل وتقع أنت فريسة لهذه الحيلة، وبذلك تساعد طفلك على تعلّم أساليب المضايقة التي ستؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة في مراهقته، وهناك حيلة استحالة التنفيذ؛ يهدد فيها أحد الوالدين بعواقب من المستحيل تنفيذها، أما حيلة الإرهابي فيستخدمها الطفل عن طريق إصدار تهديدات واضحة بأنه سوف يؤذي نفسه مثلًا أو يفعل أي أمر مخيف، ليخضع والداه لما يريد، وخطورة كل هذه الحيل أنه بعد ممارستها يستطيع الطفل التنبؤ بأقوالك وأفعالك، فيمكنه السيطرة على الموقف.
هل يبدو لك الأمر كأنك تصارع ما لا يقهر وأن طفلك لا يتغير أبدًا؟ إذا كنت تعتقد ذلك فقد وقعت في أكبر خرافات التربية، وهي عدم الاستطاعة، فتقبل أن تتحمل طريقة طفلك معتقدًا أنه يُعاني عجزًا ما، والحقيقة أن كل الأطفال يمكنهم التغيير، ويحتاجون فقط إلى التدريب للتخلّص من العادات السيئة.
الفكرة من كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
يشعر الكثير من الكبار بالغضب والإحباط عند تعاملهم مع الأطفال الذين يتصفون بالعناد والمعارضة مهما كان حبهم لهؤلاء الصغار، لذا يحاول كتابنا تقديم برنامج يوضح كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين، وكبح جماح التحدي لديهم وتشجيعهم على الطاعة، كما ذكر الكاتبان سبب تصرف الأطفال بهذه الطريقة، وسبب فشل الطرائق الأخرى التي يجربها الآباء والتي قد تكون أنت بنفسك قد جربتها، ويجب علينا معرفة أن تحسين هذه الأمور سيأخذ بعضًا من الوقت والطاقة الممزوجين بالحب.
مؤلف كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
راي ليفي: مؤلف، ويعمل أستاذًا للطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو مؤسس في مشروع الأبوة، لتطوير البرامج التي تعلم الآباء مهارات العلاقات الأساسية لتربية أطفال أصحاء، وتثقيف الآباء والمهنيين حول الدور الحاسم الذي يلعبه الآباء في حياة الأطفال، ويعمل بالتدريس وتدريب المهنيين محليًّا ودوليًّا، ومن أهم أعماله:
Attention Deficit Disorder: Workable Solutions.
بيل أوهانلون: مؤلف ومتحدث عام، حاصل على ماجستير في العلوم، ويعد رائدًا مشهورًا عالميًّا في مجالات العلاج النفسي الموجز والتنويم المغناطيسي السريري، وهو المؤسس المشارك للنهج الموجه للحلول، وهي طريقة علاجية تركز على تحديد الاحتمالات غير المحققة مع الاعتراف بالمشكلات العاطفية والسياقية، وألف ما يقرب من 40 كتابًا من أبرزها:
Do One Thing Different: Ten Simple Ways to Change Your Life.
Write Is a Verb: Sit Down, Start Writing, No Excuses.