هل من الممكن أن يُسبب الآباء سلوك العناد لدى الطفل؟
هل من الممكن أن يُسبب الآباء سلوك العناد لدى الطفل؟
وُجد أن الخطأ لا يقع كله على الطفل لكونه عنيدًا، بل قد تكون للآباء يد في تقوية سلوك العناد لدى الطفل بطرق عديدة، كمحاولتهم ممارسة السيطرة القوية على الطفل، أو من خلال محاولتهم القوية للحفاظ على الهدوء والانسجام، وبالتأكيد قد يقع أي ولي أمر في هذا الخطأ، لكن الخطأ الأكبر هو تكرار هذه الطرق، فيؤدي ذلك إلى تشجيع عناد الطفل بدلًا من القضاء عليه، وهناك ثلاثة أساليب تربوية تسبب تفاقم العناد، كأن يكون الآباء عنيدين أو مسالمين أو متوجسين، فمثلًا نجد الوالدين العنيدين يدققان كثيرًا في كل صغيرة وكبيرة، فهما لا يخبران أطفالهما فقط بما يجب أن يفعلوه، ولكن يخبرانهم أيضًا كيف يفعلونه بكل دقة، اعتقادًا منهما أنهما بذلك يحميان أطفالهما من المرور بالصعوبات نفسها التي عانيا منها وهما صغيران، وينسيان أن أطفالهما بحاجة إلى أن يختاروا الطريقة التي يستخدمونها في أداء مهامهم، وبحاجة أكبر إلى أن يتعلموا من أخطائهم هم، وليس من أخطاء الآباء.
أما الآباء المسالمون فلا يستطيعون معالجة السلبية الشديدة، ويعتقدون أنه إذا لم يكن المنزل في حالة انسجام وهدوء، فهذا قد ينعكس عليهم سلبًا، فيحاولون فعل أي شيء لإرضاء أطفالهم حتى يعم الهدوء، فيكون الطفل هو المسيطر في البيت، فهو يعرف أنه إذا بكى بصوت أعلى في السوبر ماركت فسوف تستسلم والدته، وتشتري له ما يريد، وعندما تستسلم أنت لنوبة الغضب فأنت تساعد في تشكيل الطفل العنيد كما يفعل الآباء العنيدون، وهناك الآباء المتوجسون الذين يخافون تهذيب أولادهم خشيةَ اتهام الآخرين لهم بأنهم يسيئون إلى أولادهم، أو لأنهم قرؤوا في أحد الكتب التربوية أن الآباء الطيبين يجب أن يستخدموا العقل والمكافآت فقط عند التعامل مع الأطفال، وإلا فسوف يتأذى الأطفال، وإذا كنت تشك في قدرتك على التأديب بطريقة مناسبة فابحث عن مستشار يقدم لك النصح، ولا تتخلَّ أبدًا عن التأديب المناسب لتعليم طفلك السلوك المناسب، ولا يقصد بالتأديب المناسب استخدام الضرب، ولكن استعمال أساليب مناسبة للتربية مثل: استعمال قيود الوقت.
وفي أحيان أخرى لا يكون ما بداخل الطفل هو ما يجعله عنيدًا، وإنما ما يدور حوله من مواقف وظروف هي التي قد تجعله كذلك، فمثلًا قد يكون عناد الطفل رد فعل مؤقتًا للتغييرات المثيرة مثل: الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو مدينة جديدة، أو وقوع الطلاق بين الوالدين، أو أسلوب الحياة الفوضوي المليء بالأحداث، فلا يقدر الطفل على التغيير السريع الذي تتطلبه الحياة، ولا يجد الآباء الوقت لمساعدته، فيستجيب لذلك بالعناد.
الفكرة من كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
يشعر الكثير من الكبار بالغضب والإحباط عند تعاملهم مع الأطفال الذين يتصفون بالعناد والمعارضة مهما كان حبهم لهؤلاء الصغار، لذا يحاول كتابنا تقديم برنامج يوضح كيفية التعامل مع الأطفال العنيدين، وكبح جماح التحدي لديهم وتشجيعهم على الطاعة، كما ذكر الكاتبان سبب تصرف الأطفال بهذه الطريقة، وسبب فشل الطرائق الأخرى التي يجربها الآباء والتي قد تكون أنت بنفسك قد جربتها، ويجب علينا معرفة أن تحسين هذه الأمور سيأخذ بعضًا من الوقت والطاقة الممزوجين بالحب.
مؤلف كتاب حاول أن تروضني! أساليب بسيطة للسيطرة على نوبات الغضب وإيجاد التعاون
راي ليفي: مؤلف، ويعمل أستاذًا للطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، وهو مؤسس في مشروع الأبوة، لتطوير البرامج التي تعلم الآباء مهارات العلاقات الأساسية لتربية أطفال أصحاء، وتثقيف الآباء والمهنيين حول الدور الحاسم الذي يلعبه الآباء في حياة الأطفال، ويعمل بالتدريس وتدريب المهنيين محليًّا ودوليًّا، ومن أهم أعماله:
Attention Deficit Disorder: Workable Solutions.
بيل أوهانلون: مؤلف ومتحدث عام، حاصل على ماجستير في العلوم، ويعد رائدًا مشهورًا عالميًّا في مجالات العلاج النفسي الموجز والتنويم المغناطيسي السريري، وهو المؤسس المشارك للنهج الموجه للحلول، وهي طريقة علاجية تركز على تحديد الاحتمالات غير المحققة مع الاعتراف بالمشكلات العاطفية والسياقية، وألف ما يقرب من 40 كتابًا من أبرزها:
Do One Thing Different: Ten Simple Ways to Change Your Life.
Write Is a Verb: Sit Down, Start Writing, No Excuses.