تمارين التنفس السليم
تمارين التنفس السليم
توجد مجموعة تمرينات لتقوية الجهاز التنفسي، الأساس للبدء فيها يكون عن طريق اتخاذ وضعية مريحة بالاستلقاء على الظهر أو على السرير، أو بالجلوس على الأرض أو على كرسي، ومحاولة الاسترخاء تمامًا بعيدًا عن مصادر التشتيت، مثل: (هاتفك الجوال، أو أطفالك، أو ساعة يدك)، أغمض عينيك مع وضع ابتسامة داخلية وخارجية، يلي ذلك أخذ أنفاس عميقة تملأ البطن، من الأنف فقط ثم الزفير ببطء.
بعد التدرب على ذلك يمكن تجربة عدة تقنيات للتنفس، كالتنفس بالتبادل بين المَنْخَر الأيمن والأيسر، أو التنفس العميق بشكل سريع متتالٍ، أو التنفس على طريقة التأمُّل الذي ينص على التنفس البطني فقط أو التنفس الصدري فقط، أو الجمع بين كليهما، وتمارين “حَبْس الأنفاس”، وذلك بأخذ شهيق عميق يليه حَبْس النفس لعدة ثوانٍ، ثم إخراج زفير بطيء إما عبر الأنف أو الفم حتى تفرغ الرئتان بالكامل.
يُساعد تمرين حَبْس الأنفاس على تحسين الأداء البدني، ويُخفف من الإجهاد النفسي والجسدي ويزيد التركيز، ويُفيد القلب والدماغ، لذا يُستخدم في أثناء الغَطْس الحُر، وهو الغوص في الأعماق من دون أجهزة تنفس خارجية، فيعتمد الغوّاص على حَبْس نفسه أطول فترة مُمكنة، وكذلك يُستخدم في أثناء الولادة مع تقنيات تنفس أخرى، مثل “اللُّهَاث”، أي أخذ أنفاس سريعة تُساعد على دفع الجنين إلى الخارج للحصول على ولادة طبيعية من دون كثير من الأدوية والمُسكنات، كما أن له دورًا كبيرًا في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة(ADHD).
وعلى الرغم من فوائده العديدة فإن حَبْس الأنفاس لفترة طويلة يخفض مستوى الأُكْسُجِين في الجسم، ومن ثم ينخفض معدل نبضات القلب، وقد يتوقف تدفق الدم فتحدث الجلطات والنوبات القلبية أو ما يُعرف بـ”شَلَل الغُوَّاص”، لذا من الضروري أخذ بعض الاحتياطات عند حَبْس الأنفاس خصوصًا تحت الماء، من أهمها عدم الغوص وحيدًا، بل يُفضل دائمًا وجود شريك متخصص، بالإضافة إلى المُحافظة على الفاصل الزمني الصحيح بين الغطسات، وتَعلُّم كيفية الاسترخاء خلال عدم التنفس.
الفكرة من كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
يُقال إن “العَقْل السَّليم في الجِسْم السَّليم”، هذه حقيقة شائعة، إذ أثبتت عديد من الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في كل من العقل والجسد على التوالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل “التَّنَفُّس الفَعَّال”، الذي يدخل في العمليات الحيوية كافة داخل الجسم، كما أنه عامل أساسي في كل المُمَارسات الصحية، كالرياضة والتَأمُّل وغيرهما. ونتيجة لعصرنا الحالي سريع التغيير، حيث الضغط النفسي المترامي في جميع الجهات، يجب علينا التقاط أنفاسنا، واتباع عادات صحية تسمح لنا بمواجهة التحديات اليومية، والشعور بالاسترخاء وسُكُون الجسد، الذي يترتب عليه هدوء العقل، مع صحة أفضل ووعي أعلى.
مؤلف كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
ستيغ آفال سفرنسن: غَطّاس حر وبطل العالم لأربع مرات، حائز على عدة أرقام قياسية في موسوعة جينيس، وحاصل على الماجستير في علم الأحياء، وعلى الدكتوراه في الطب، كما قدم مجموعة من الدورات والمحاضرات عن التنفس وتقنياته لاقت نجاحًا كبيرًا حول العالم.
معلومات عن المترجم:
نورة عبد الله الشُّهَيْل: مستشارة ومدربة في مجال تطوير مفهوم الشفاء الذاتي، والمسؤولية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كارولين شكر.